بيت ال سمحان فى الوطن المحتل نموذج تاريخى لعمارتنا المستدامة

18

راس كركر / رام الله

١- الخلفيه التاريخيه

راس كركر احدى القرى التابعة  اداريا لرام الله وهى احدى قرى الكراسي ايام الحكم العثمانى لجمع الضرائب من القرى المحيطه بها وعددها ٧٣ قريه .

٢ – الخلفيه الجغرافيه

تقع على راس تله تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط من جهه ، ومن جهة اخرى تطل على القدس الشريف ، كما تحيطها الهضاب والسفوح والوديان المزروعة بكثره بأشجار الزيتون التاريخية ، اضافة الى أشجار البلوط ، والصنوبر وغيرها من الأعشاب البريه مثل ألميرميه والزعتر وغيرها مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ، انها واقعه وسط طبيعه خلابه وساحره ذات جمال أخاذ منقطع النظير.

٣ – عائلة ال سمحان

انها عائله عريقه  ذات نفوذ فى المنطقه  وهى اللتى تولت المسووليه فى جمع الضرائب فى العهد العثمانى ، وهى اللتى شيدت بيتها على التله المرتفعة  واللذى يسمى الان بقلعة راس كركر او قلعة ال سمحان. 

٤- االجمال المعمارى

بنيت فى القرن التاسع عشر و بمساحه قدرها ٣٠٠٠ متر مربع ، وبها ٥٥ غرفه تطل على  

ساحه داخليه واسعه ومكشوفة ، بها بئر كبير لجمع مياه الأمطار من أسطح المبانى المحيطه بالساحه ، أضافه الى إسطبل للخيل ، ومعصره للزيتون قائمه حتى الان ، يديرها حصان  ليضغط على قرص حجري كبير ليكبس على الزيتون ويعصره ، وهى ما تسمى ألان Cold Press وهى ألطريقه السليمه  والأفضل حتى الان. 

جميع حوائط القلعه سميكه ومن الحجر الطبيعى عازله للحرارة بدون استعمال مواد عازله للحرارة ،  وهى مبنيه بمونة الشيد المخلوط بالطين والقش والقصر مل اى الرماد والبيض. والأسقف عباره عن عقود سميكه تم بناءها بطرق خاصه وبتعاون جماعى أنذاك . 

البناء كله مستدام بلغتنا العلميه المعماريه الحديثه ، اى انه كان يوفر ألراحه والصحه للساكنين ، علاوه على ان المونه المستعملة بين الحجارة تسمح بالتنفس للتخلص من الرطوبة الداخليه . انه بحق نموذج معماري يستحق الدراسه والبحث والتعليم فى الكليات الهندسية  والمعماريه . 

٥-  لجنة حقوق السكن / القدس

عندما حصلنا على الجوازات الكنديه تأكد هدفنا السفر الى بلادنا فلسطين والتطوع مع احدى المؤسسات الكنديه Oxfam Quebec ، وبالفعل عملت زوجتى نوال كاعلامية ومدربة علاقات عامه بمركز المعلومات لحقوق الانسان التابع لجمعية الدراسات العربيه فى القدس ، وانا عملت كمسؤول لتأسيس لجنة حقوق السكن بنفس المركز واللتى هدفها الاعتراض على المخططات الهيكلية الاسراءيليه والحماية من مصادرة الاراضى وهدم البيوت تحت ذرائع مختلفه .

وأثناء عملى هناك زارنى احد الباحثين الميدانيين ومعه عميد ال سمحان ومع ابنه اللذان طلبا منى  صيانة قلعتهم فى راس كركر  من التدهور نتيجة العوامل الجويه وخاصة الأمطار الغزيرة اللتى تتسب الى داخل الأسقف والجدران من خلال الشقوق فى المونه وكذالك العمل على توفير الحماية  من الصهاينة الغرباء المحتلين اللذين يأتون بالباصات كل يوم سبت ومعهم قائد مرشد يشرح لهم ويشير بإصبعه على بوابة  المدخل وبالذات على الحجر المزخرف على شكل مثلثين والمشابه للعلم الإسرائيلي  ويقول لهم ” هذا الحجر من حجارة المعبد ولا بد من استعادته ” لدرجة انهم عرضوا شراء المبنى من أصحابها ال سمحان ، فقالو لهم لوتقطعوننا وتطبخوننا لن نبيعه لكم .

 وبالفعل استعنت بالمهندس عوض الخبير فى ترميم المبانى فى بلدية القدس ، وقمنا بزياره للموقع وتم عمل تقدير أولى لتكاليف الترميم مع تجميل الساحات والحدائق بحوالى مليون دولار أمريكى . القلعه لا تزال موجوده وال سمحان صامدين والأمل لايزال مطلوب فى ترميم قلعة الصمود ، فهل من مجيب ؟ سوف نرى ! ماذا حصل .

٦ –  الخبر السعيد

 وبعد  مرور عشر سنوات من زيارتى للمكان ، علمت ان الملحق الالمانى لدي السلطة الفلسطينيه السيد ” ًيورغ  رانا” يقول لدي مشاركته فى حفل افتتاح ترميم قلعة ال سمحان ” نحن سعداء ان نساهم فى ترميم هذا المكان ، وانه عندما ناتى الى راس كركر نشعر بأننا فى اجمل بقعه فى العالم”

ملاحظة :امل ان تتمكنوا من مشاهدة بيت ال سمحان الذي يسمونه ” القلعة” علي الرابط :

www.youtube.com/watch?v=EWNW5GIgiPo 

وامل ان لا تنهمر دموعكم علي بلادنا الحلوة من جميع النواحي 

صبحي قحاوش 

معماري ومخطط مدن 

استشاري عمارة خضراء

مونتريال

إقرأ ايضًا