لم يعد غريباً على أنظارنا التغيير الكامل الذي يطال هيئة بعض الأشخاص لدى خضوعهم لعمليات التجميل لدرجةٍ يصعب فيها التعرف على هويتهم، وعلى عكس هذا الواقع تماماً استطاع فريق Interactive Design أن يمنح مبنى A. J. Celebrezze الفيدرالي في كليفلاند، أكبر حاضرة في ولاية أوهايو الأمريكية، مظهراً لائقاً دون أن يسلبه هويته، إذ نجح التصميم الجديد بتطويق المبنى بكسوةٍ إضافية معروفة باسم “الجدار المزدوج”، في محاولةٍ لخفض تكاليف الطاقة وتجديد هوية المبنى الاتحادي المرتفع في أفق كليفلاند حتى 32 طابقاً.
لم يكن غرض الكسوة الجديدة خفض تكاليف الطاقة والسلام، بل كان القصد السماح للموظفين بمتابعة أعمالهم في المبنى، دون أن تؤثر أعمال البناء سلباً على مسيرة عملهم، كما وتم اتخاذ بعض الإجراءات الخاصة بسلامة مستخدمي المبنى من أجل منع تكرار حادثة عام 1995، عندما أدى هجوم انتحاري بقنبلة على مبنى Alfred P. Murrah الفيدرالي في مدينة أوكلاهما، إلى مقتل 168 شخص وجرح أكثر من 680 جراء تطاير الزجاج عقب الانفجار، إذ وبناءً على تصريحٍ ورد على لسان تشارلز يونغ، مدير التصميم في Interactive Design، بمقدور المبنى مقاومة الانفجارات، دون أن يعني ذلك على الإطلاق استبدال الكسوة الحالية بأخرى جديدة.
فقد اقتصر الأمر على فصل الجدار الحالي عن الكسوة الجديدة من الزجاج والمعدن بواسطة تجويف من الهواء بقرابة ثلاثة أقدام، مما ساهم بجعل الواجهة مرئية من خلال الجدار الجديد، أما واجهتي البرج في الجنوب والغرب فتكشفان عن العديد من الزعانف البارزة من الألمنيوم والصفائح الزجاجية المتينة، بالإضافة إلى ثلاثة نوافذ زجاجية مثبتة في التجويف لخفض أشعة الشمس المباشرة، على نقيض الواجهات الشمالية والشرقية، التي لا تحظى بهكذا نوافذ كونها لا تتلقى أشعة الشمس المباشرة، وبالتالي فهي ليست بحاجة للحماية.