غرفة فولاذية في سماء لندن

2

على الرغم من انتهاء فعاليات مهرجان لندن للتصميم في 26 من شهر أيلول الماضي إلا أنه مايزال يحظى بالاهتمام بين جماعات النقاد وهواة الفن المعماري، واليوم نقص عليكم قصة “غرفة السماء” أو Skyroom التي جاءت لتتربع على سطح مبنى Magdalen House المكتبي المؤلف من خمسة طوابق بالتزامن مع أحداث المهرجان العالمي.

قام بتصميم هذه التركيبة فريق العمل من شركة David Kohn الحائزة على جائزة أصغر فريق معماري شاب في المملكة المتحدة ضمن فعاليات الجائزة السنوية Year Award السنة الماضية، حيث جاءت لتكشف عن مساحةٍ مغطاة ومفتوحة في الوقت نفسه، الأولى تضم خزانة عرضٍ استثنائية لمؤسسة العمارة القابعة في الطابق الأرضي، بينما تتألف الثانية من مساحةٍ اجتماعية يجتمع بها قاطنو المبنى.

وتبرز هذه الشرفة إذا صح القول فوق شارع Tooley، ولك عزيزي القارئ أن تتخيل المشاهد الساحرة على شوارع لندن ونهر التايمز وبرج لندن إلى الخلف، من جهةٍ أخرى وبغض النظر عن موقعها تتميز “غرفة السماء” بتصميمٍ استثنائي يمكن تلخيصه بكتلةٍ فولاذية ذات واجهات نحاسية وأرضية رائعة من خشب اللاركس، حيث يعلو هذه الكتلة ستة أسقف بلاستيكية عازلة للحرارة والتأكسد من نوع ETFE، كما تتميز هذه الغرفة السماوية بفناءٍ مركزي مفتوح يرتفع فوق محطة جسر لندن.

تم اختيار الكتلة والمواد في كامل المخطط مع التركيز على خفتها وشفافيتها، حيث ساهمت الكتلة المعدنية البيضاء في تقطيع السقف وبالتالي تأطير المشاهد باتجاه الموقع والسماء، بينما استطاعت ألواح الشبكة من النحاس والستانلس ستيل حجب الداخل عن المحيط، كما وتجدر بنا الإشارة هنا إلى أهمية مادة ETFE التي ابتكرتها وكالة الملاحة الجوية والفضاء “ناسا” بهدف إنشاء أماكن مطوقة على القمر، والتي استطاع معماريو David Kohn الاستفادة منها وتشكيلها بأبعادٍ تتراوح بين 2م2 إلى 8× 3 م ومن ثم تنقيطها بنقاطٍ من الفضة لحجب الشمس ويستمر المشهد حتى السقف.

حيث مثل السقف تحدياً بحد ذاته، إذ لم يكن بمقدوره أن يتحمل أي حملٍ إضافي إن كان من ناحية المواد أو الأشخاص، وجاء الحل بابتكار طابقٍ جديدٍ من الفولاذ فوقه واستطاع بذلك أن يدعم الأعمدة في الأسفل بمساعدة القطاعات الفولاذية الكبيرة التي توزع من جهتها الحمل عبر الطابق الفولاذي إلى الكتلة القائمة.

إقرأ ايضًا