تم تعيين مشروع Windshape ككتلة سريعة الزوال من قبل كلية سافانا للفن والتصميم ليكون بمثابة مكان ومساحة للتجمع بالقرب من حرمهم في بروفنس في مدينة لاكوست الفرنسية. وقد تم بناؤه من قبل شركة nARCHITECTS للعمارة -والتي تأسست في مدينة نيويورك عام 1999 من قبل الشريكين Eric Bunge و Mimi Hoang وفريق من طلاب كلية سافانا للفن والتصميم على فترة تصل إلى خمسة أسابيع.
وقد تم تصور مشروع Windshape كجناحين بارتفاع 8 أمتار تتغير دراماتيكياً مع الرياح الإقليمية. كما انبثقت شبكةٌ إنشائيةٌ على شكل كرمة عنب -مصنوعة من الأنابيب البلاستيكية البيضاء المتصلة ببعضها والممدودة بواسطة قباب من الألمنيوم- من جدران الأحجار الكلسية وتراسات جانب التل لمدينة لاكوست. ومن ثم تم مد خيط من بلاستيك البولي بروبلين الأبيض بطول خمسين كيلو مترٍ عبر الشبكية لخلق تطويقات متمايلة. وبعدها تم نسج هذ الخيط داخل مناطق وأسطح كثيفة وضغطه ليحدد المداخل والنوافذ ومساحات الجلوس.
ومن خلال تنويع درجة الشد في الخيط، بنت nARCHITECTS هذا المشروع للاستجابة للرياح بطرق عديدة، من التذبذبات الإيقاعية إلى التموجات السريعة عبر أسطحه. وأثناء هبوب الرياح القوية، انتقل Windshape دراماتيكياً وصنع صوت هسهسة شبيه بدزينات من حبال القفز.
هذا وتأخذ الأجنحة الكثير من الأشكال المعاصرة على مر أيام الصيف، بينما تتماوج إلى الداخل والخارج، لترتاح بين اللحظة والأخرى. وبهذه الطريقة، تشكل الرياح المحلية ورياح Mistral القوية والباردة كتلاً متغيرةً باستمرار.
أما بالنسبة للإضاءة الليلية، فقد تمت إنارة الأجنحة ليلاً مقابل خلفية قلعة Marquis de Sade ليتمكن الجميع من رؤيتها حتى من قرية Bonnieux الواقعة على بعد 5 كيلو مترات.
بالإضافة إلى هذا، يعكس تصميم الأجنحة الرغبة في إعادة خلط هندسة مناظر الأرصفة والمياه في بروفنس باتباع نظامٍ بنائيٍّ مبتكر. حيث تبدو قرية لاكوست منحوتة من الأحجار الكلسية، في حين تبدو شوارعها وشبكة تراساتها منحوتة كفراغات في جانب التل.
وعلى النقيض، تشكل الحقول والكروم وشجيرات الخزامى المحيطة منظراً طبيعياً منيراً ومريحاً ومتغيراً. كما يشير Windshape في شكله الخارجي وهندسته الشكلية الزاوية إلى المشهد المدني في القرون الوسطى، بينما يعكس المنظر الزراعي المتغير والأنعم في تجربته الداخلية وسماته الديناميكية.
وهكذا كان Windshape مختبراً سمح للمصممين بتجريب فكرة المبنى الذي يمكن أن يستجيب للمحفزات الطبيعية. فبدلاً من أن تعمل على حماية الناس من العوامل الطبيعية فقط، يمكن لمباني المستقبل أن تربط بين السكان وبيئتهم وتذكرهم بقوتها وجمالها.
هذا وقد طورت شركة nARCHITECTS سلسلةً إنشائيةً حسَّنت من استخدام طرائق البناء المدروسة وغير المدروسة. كما تم تشكيل جميع العناصر الأساسية للخيط والأنابيب البلاستيكية وقباب الألمنيوم رقمياً، وتُرجِمَت إلى مجموعة من الرسومات والبيانات الثنائية الأبعاد.
ومن أجل تحقيق الهندسات الشكلية المعقدة والمتمازجة للمشروع، بُنِيت الأجنحة كسلسلة من الحوامل ثلاثية القوائم المنظمة والمتمايلة. وبتألّفها من مجموعاتٍ من ثلاثة أنابيب مُدخَلة في قبة الألمنيوم، تم تركيب الحوامل ثلاثية القوائم ودمجها مع الخيط على أرض الموقع ورفعها في المكان.
ومن ثم تم حبك أسطح الخيط الخلالية بين الحوامل ثلاثية القوائم في الهواء. واستغلت شركة nARCHITECTS الخاصيات المختلفة للمواد المطواعة والمصنوعة في غضون أسبوعين لخلق شبكةٍ إنشائيةٍ قويةٍ ومرنة في نفس الوقت.
ولأنها شبيهة بقوس رامي السهام، وُضِعت الأنابيب بشكلٍ منحنٍ والخيط في توتر من أجل تحقيق الكمال البنائي ومجال الحركة المطلوب لدى هبوب الرياح. وفي النهاية، تطلب النظام الإنشائي المعتمد على بعضه البعض للخيط والأنابيب والقباب طريقة إنشاءٍ مرنةٍ بقدرٍ كافٍ لتلبي جميع الطلبات المنصوص عليها في خطة المشروع.