التصميم المستدام كوسيلة لخلق جيلٍ جديدٍ من المهندسين

6

إن مدرسة سوزان كوري الثانوية في فكتوريا، أستراليا، هي إحدى مدرستين جديدتين تم إنشاؤهما مؤخراً في ضواحي ملبورن. وقد تجسد التحدي الحقيقي في تصميم هذه المدرسة في خلق بيئة تعليم استثنائية لنخبة طلاب المنطقة، يمكنها أن تخدم كمصدرٍ تعليميٍّ بيئيٍّ للطلاب، يعلمهم كل ما تحتاج إليه أذهانهم المتفتحة عن البيئة والاستدامة.

لتحقيق هذا الهدف، تعاونت شركة Cundall الاستشارية لخدمات البناء الهندسية مع شركة Brand Architecture. حيث وضعا نصب أعينهما ابتكار مبنى لا يتمتع بأثرٍ بيئي منخفض وحسب؛ وإنما يوضح معنى التصميم المستدام على أرض الواقع.

يُذكر أن التصميم قد جاء في النهاية متأثراً بفكرة الوضوح البصري. فعادةً ما تميل الحلول الهندسية لأن تختفي داخل الأبنية، حيث لا يمكن للمستخدمين رؤية العديد من الأنظمة المسؤولة عن خلق البيئة المريحة التي يستخدمونها.

هنا الوضع مختلفٌ تماماً؛ فنظام السقف ثلاثي الطبقات المصنوع من مادة EFTE البلاستيكية، والذي يغطي الفناء المركزي للمبنى، يكون مسؤولاً عن تحويل ضوء النهار والاكتساب الحراري عن طريق ملء وإفراغ الوسائد التي تشكّله.

زد على ذلك نظام جمع مياه الأمطار، والذي يكون مرئياً تماماً للطلاب؛ حيث يتم جمع مياه المطر في ممرات مائية مفتوحة واضحةٍ لأعين المستخدمين، وبعد ذلك تتم معالجة المياه ضمن أحواض وبرك حيوية تخدم في الوقت ذاته كمصدر تعليمي.

أما عن أنظمة التحكم البيئي BMS، فتكون مسؤولةً عن جمع بيانات خدمات المبنى وعرضها لاستخدامها كمصدرٍ تعليميٍّ وتثقيفيٍّ ثانٍ، هذا عدا عن الهواء الموزع داخل المبنى، والذي يتم التحكم بدرجة حرارته عن طريق سراديب حرارية مغطاة بالتراب، تحظى، بالإضافة إلى بوابات الدخول المكشوفة، بكوّات يمكن للطلاب مشاهدة نظام المراوح عبرها.

فبدلاً من أن تكون هذه السراديب المغطاة بالتراب مخفيةً بعيداً عن الأنظار، تأتي هنا بجوار الساحة الخارجية الكبرى، داعمةً صفوف المقاعد ووسائل الحماية الطبيعية من الرياح.

تكمن وراء هذه المقاربة التصميمية رغبة المصممين بإحاطة الطلاب بحلول تصميمية مستدامة متطورة يمكن رؤيتها أثناء التعلم، ما سيوحي ويلهم الطلاب باستخدام التكنولوجيا والإبداع في حل المشاكل التي تواجههم في دراساتهم المستقبلية، وهذا بدوره سيؤدي إلى خلق جيلٍ جديد من المهندسين.

ويبقى أن ننوه ختاماً أنه وإلى جانب كافة هذه العروض التوضيحية لمستوى الاستدامة البيئية التي تحققها المدرسة، نال التصميم تصنيف خمس نجوم في النجمة الخضراء فئة التعليم، وهذا ما يُعد دليلاً آخراً على صداقة المنشأة للبيئة والطبيعة وعلى استدامتها وأثرها البيئي اللطيف.

إقرأ ايضًا