وأخيراً وافقت لجنة التصميم العامة على تصميم مخزنٍ جديدٍ للملح بوحيٍ من شكل الملح البلوري في حي سوهو التابعة لمدينة نيويورك من تصميم المعماري ريتشارد داتنر، حيث من المتوقع أن يكون هذا المخزن الإسمنتي ذو الأوجه المتعددة من أكثر مخازن الملح تكلفةً بميزانيةٍ مالية تجاوزت عشرة ملايين دولار أميركي.
وقد عانى هذا التصميم الأمرين قبل الحصول على هذه الموافقة، فقد صدحت أصوات المعارضين وأبرزها كان عضو اللجنة التوجيهية للصرف الصحي مايكل كرامر، والذي عارض تنفيذ المشروع منذ البداية معلناً بأن سبب المعارضة لا يمت إلى التصميم بأية صلة، بل إن المخزن -وبغض النظر عن الميزانية الهائلة التي رصدتها الحكومة- جاء ليحتل المكان الخطأ.
إذ لا يخفى على أحد تأثير الصخور الملحية السام على البشر والأشجار، وهذا ما جعل أهالي حي سوهو يقلقون حيال اتخاذ المشروع هذا الموقع بالذات بالقرب من حديقة نهر هدسون، ولم يقف الأمر حد القلق، بل وتعداه لإقامة دعوى قضائية من قبل أصحاب العقارات في المنطقة.
كما ويضم المقترح أيضاً مرآباً للسيارات تابع لإدراة الصرف الصحي بجوار مخزن الملح، الأمر الذي جعل الوضع يتفاقم سوءاً على حد تعبير كرامر، الذي كشف بأن التصميم يحول دون أية فرصة لتطوير الخطة المعروفة بارتفاع منسوب هدسون التي شددت على وجود حديقة على سطح المرآب وإزالة مخزن الملح.
أما مصمم المخزن داتنر، فقد ارتأى وعلى الرغم من كل هذه الأصوات المعارضة المضي قدماً بتصميم مبنيي المخزن كوحدةً متماسكة بالاشتراك مع فريق WXY المعماري مقتطعاً حوالي 7,700 قدم تربيعي من الموقع البالغ 14,575 قدم تربيعي في منطقة الصناعات التحويلية ليضم قرابة 5,000 طن من الملح.
ويسترعينا هنا بأن كتلة المخزن تحتل جزءاً لا بأس به من الرصيف وترتفع على شكل مجموعة من الأخاديد من 43 إلى 67 قدماً، حيث تكشف هذه الألواح مختلفة الارتفاعات عن أوجهٍ محدبة ثلاثية الأبعاد من جهة، وعن تأثر داتنر بمهنة والده من جهةٍ أخرى، والذي كان يعمل في قَطع الماس، الأمر الذي يفسر قدرة هذه الأوجه المحدبة على جعل الكتلة تبدو منتفخة وجاهزة للانفجار في أي لحظة.
أما وبالنظر إلى القاعدة، فنلاحظ وجود خندقٍ مصنوع من الزجاج الخشن 4 إنش، والذي يضم سلسلةً من الأضواء تحيط بالكتلة من الأسفل لتركز عليها وتبرزها، بينما تم إقحام بعض الرقائق المعدنية في كتلة المخزن الاسمنتية لتعكس أضواء السيارات القادمة من الشارع الغربي حالها كحال الأجزاء الزجاجية الخشنة البارزة قليلاً عن اللحامات، والتي تخلق جميعها تأثيراً يشابه تأثير ألف نقطة ضوء على حد تعبير داتنر.
وأخيراً قدمت البروفيسورة نينا باسوكا، أستاذة البستنة العمرانية في جامعة كورنيل، رسالة احتجاج عُرضت في جلسة الاستماع، ومن أهم ما جاء في هذه الرسالة “مع كل النوايا الحسنة، فإنه من المستحيل منع تسرب الملح من المخزن خاصةً عندما يتم تحميل الشاحنات”.
وهكذا يتوقع المعماري أنه بمجرد إلقاء لجنة التصميم العامة نظرةً أخيرة على التصميم في الثاني عشر من كانون الأول ستبدأ أعمال البناء في عام 2012.