صمم المعماري Javier Larraz في عام 2009 مدرسة أطفال في إقليم Navarra الإسباني وبالتحديد في Pamplona على مساحة 1.519 متر مربع للعميل Ayuntamiento de Pamplona.
وبعد أن وثق المصمم بالقيمة التعليمية للعمارة وبقدرتها على توليد المساحات حيث يمكن للأطفال أن ينموا ويتعلموا ويطوروا أنفسهم بطريقة آمنة ومحفزة خلال السنين الثلاث الأولى من عمرهم.
يقع البناء في الجانب الشمالي الغربي لضاحية Buztintxuri في Pamplona ضمن منطقة تحوي ثلاث مباني عامة إضافية. ويقع المحور الأساسي للعقدة على الاتجاه الشمالي الجنوبي. ونجد الاتجاه الغربي حيث يقع المدخل الرئيسي متأثراً بضجيج الحركة المرورية الناجمة عن الازدحام الكثيف على الدوار القريب من المبنى ولذلك تم وضع الواجهة الغربية لتعمل كحاجز يفصل المبنى عن هذه العقدة الصاخبة المجاورة. واستناداً على هذه الظروف قرر القائمون على العمل تنظيم البناء كسلسلة مؤلفة في أربع كتل متوازية تتناوب فيها المناطق الخالية والمبنية.
وعند الحديث عن الكتل نجد أن الكتلة الأولى المجهزة للإدارة والخدمات تقع على الجانب الغربي الخارجي العام ويقوم بدور مصفاة لإزالة وتخفيف الضجة الخارجية ونلاحظ أن المنفذ إلى البناء خلال المدخل الرئيسي يقع على إحدى حواف هذه الكتلة، ونجد في هذه المنطقة أيضاً دفيئة مسقوفة وحديقة صغيرة لتضفي منظراً رائعاً وفخماً على المكان.
ونلاحظ أن المساحة الفارغة المركزية إضاءة طبيعية مكثفة تنتشر بوضوح على بقية المبنى، مما يوفر مساحة مضاعفة الإرتفاع تربط المبنى كوحدة متكاملة: فالرواق أو نقطة الإلتقاء التي توفر منفذاً للوحدات التعليمية المتنوعة. حيث نرى أن الشكل الطولاني لهذا المكان قد تم قطعه بواسطة المطبخ وورشة العمل المركزية والتي تعمل بدورها على جذب انتباه الأطفال.
أما الجزء الثالث فيتضمن مناطق مخصصة للأطفال مقسمة إلى أربعة أقسام حسب اعمار الأطفال. ونرى في كل قسم من الأقسام الأربعة تكاملاً مثالياً بين الصفوف وورشات العمل وغرف الطعام والحمامات وغرف النوم . ويؤدي هذا التكامل إلى ضمان تهوية طبيعية وإضافة لكل غرفة.
أما عن آخر قسم فهو الساحة الخلفية الخارجية والتي تعتبر كامتداد لمساحة الصفوف من خلال وجود نافذةٍ كبيرةٍ مفتوحةٍ. وبالنسبة لحواف السطح التي يبلغ طولها مترين فهي تفسح المجال لوجود مكانٍ دائريٍ مغطىً، وبنفس الوقت تحمي الصفوف من أشعة الشمس القوية في أيام الصيف. حيث يضمن اتجاه الساحة الخلفية وجود الشمس داخل البناء كما يوفر أيضاً لمسةً من الخصوصية للابتعاد عن الازدحام المروري الخارجي. وقد أضفت الألوان والمواد المختلفة، من اسمنتٍ ومطاطٍ وأحجارٍ مستديرةٍ متموجةٍ وعشبٍ وخشبٍ، نوعاً من الوحي والالهام التي نوعت أماكن لعب الأطفال التي لا بد من أن تكون تحت رقابة المشرفين. فعلى الرغم من الخصوصية التي من حق الأطفال أن يتمتعوا بها يجب على المدرسين مراقبتهم أينما كانوا.