بناءٌ جمع مئات القطع من الزجاج ليبدو بهذا الجمال في تايوان

7

صممت شركة tec Design Studio مشروع Inotera Headquarters & Production Facility في تاييبي في تايوان على مساحة 26,900 متر مربع.

وقد استفادت هذه المدينة التايوانية المتطورة من موقعها في قلب الثورة التكنولوجية والتطور التقني، ودمجتها مع البيئة الطبيعية لتخلق معلماً جديداً متميزاً للمدينة يلفت النظر بألوانه المتعددة وتصميمه الغريب.

وفي حالة تصميم هذا المبنى الجديد لمكاتب إدارة شركة Inotera بتاييبي صهر المصممون آخر التقنيات المعمارية مع المحيط العاطفي للمدينة القديمة. وبهذا كانت الواجهة -المزججة بالكامل- مثاليةً لبناءٍ يضم داخله مكاتباً، إذ يمكن مقارنته بالمباني التايوانية المكسوة بالآجر، وإنما بعدة ألوانٍ وشفافيةٍ أكثر هذه المرة.

وبذا كان لابد من استخدام التقنيات الحديثة لمضاهاة العمل جمالياً بما تملكه المدينة من تراثٍ عريقٍ وليجمع الجوانب البيئية المتنوعة في سياقٍ معاصرٍ حديث.

وفي الوقت الذي لم يطالب فيه عملاء المشروع بأن يكون مبناهم تحفةً فنيةً أو أن يجمع أهم تقنيات التكنولوجيا؛ عبّر المبنى عن احتوائه كل هذه العظمة بذاته، لاحتوائه مئات الأشكال والألوان التي رسمت شكلاً معقداً نهائياً مفعم بالطبيعة وعناصرها كأوراق الأشجار أو تموجات المياه.

وتكسو الواجهة نماذج معقدة من نقوشات الزجاج المصنوعة باستخدام أحدث تقنيات قطع الزجاج، وقد تم استخدامها في تشكيل البنية بأكملها ولتبدو في النهاية كستارٍ يخفي المبنى خلفه، وبذلك نال المبنى فرصة أن يتميز على جواره ويحصل على هويته الخاصة ويندمج في محيطه بنفس الوقت.

وعلى نقيض المكاتب الشفافة، حظيت بعض المكاتب الداخلية من المبنى ببعض الخصوصية لتصنيع جدرانها من السيراميك المعد بمناظير هندسية مختلفة ومتنوعة. وهنا نجد أن مقر إدارة Inotera بتاييبي بكل ما فيه من مرافق وابتكاريةٍ في التصميم يهدف لخلق حسٍ من تحديد الهوية وإبراز السماة الشخصية ولأن يكون موقعاً لشراكاتٍ جديدةٍ بين أوروبا وآسيا. فهنا لابد لنا من أن نشير إلى أن عنوان العمل بادئ ذي بدء قد كان “المخبر الثقافي” تأكيداً على دوره بجمع مختلف الثقافات واستحضاره أجواء مختبرات العمل الجماعي.

كما تميزت واجهة المبنى بأنها كانت بمثابة رحلة اكتشافٍ لمفاهيم التجزءة والشفافية بأن جمعت مئات القطع الصغيرة من الزجاج الملون وبعدة مقاييس متباينة، باستخدام أحدث تقنيات وتكنولوجيات التعامل مع الزجاج. فالعمارة مفهومٌ معقدٌ كما الطبيعة ذاتها، بكل ما فيها من متاهاتٍ وتداخلاتٍ وتموجات.

ويضم المبنى عدة تصاميم لثباتٍ وجماليةٍ أكثر، كالأعمدة التي تحيط به على شكل حرف V لثباتٍ أكبر في حال الزلازل. وتزيد من ثبات المبنى على الأرض. أما المخاريط الزجاجية فتجلب الضوء وتنشره في المكان بثلاثة أبعاد من أول طابقٍ إلى الأخير وحتى أعمق مكتب.

ومن الجدير بالذكر أيضاً أن ننوه لطريقة تركيب الزجاج على الواجهات، فقد تم تصميمه بنماذج رقمية ليتم إكساء الواجهة به بعد ذلك رغم اختلاف أحجام قطع الزجاج، إلا أنها جُمّعت قرب بعضها مع تنوعٍ بالألوان ليضفي المزيد من البريق على الواجهة. كما تتبع الألوان كلها لطيفٍ واحدٍ إنما بتدرجاتٍ مختلفة.

وهكذا جمع البناء لمكاتبه الداخلية شفافيتة الواجهات وإعتام السيراميك، وهو بذلك لم يوفر بيئات عملٍ متنوعة فحسب، بل حاكى التناقض الموجود في الطبيعة، ولامس الحس الإنساني في ابتكارٍ معماريٍّ جديد.

إقرأ ايضًا