إلى ريفيرا تركيا كما يدعونها… إلى أنطاليا، تلك المدينة التركية الساحرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط وبالتحديد على جبل طارق، فقد قام فريق شركة METEKIYAN المعمارية التركية بالكشف عن مبنىً رمزي في بلدة غازيبازا في المنطقة الشرقية من مدينة أنطاليا.
ما المقصود بالمبنى الرمزي هنا؟
لقد أراد فريق METEKIYAN تسليط الضوء على عذرية البلدة وأراضيها الرائعة وظروفها المناخية الخاصة، إذ تعتبر هذه البلدة واحدةً من البلدات القلائل التي سلمت من أذى السياحة والسياسات العمرانية التي تستهدف مؤخراً منطقة البحر الأبيض المتوسط من تركيا، فقد تنحت جانباً منتظرةً قدوم الفرصة المناسبة.
لذا جاء تصميم المبنى “المشجر” هذا ليجذب انتباه الناس إلى الخيارات السياحية التي تتميز بها المنطقة بغض النظر عن تلك التقليدية مثل البحر والرمل والشمس؛ حيث تتفرد هذه البقعة بعالمها الحيوي الذي ساهمت بخلقه الحيوانات المتنوعة الموجودة هناك، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التنوع النباتي الذي يترك بصماته على زائري المنطقة ويجعلهم يستشعرون حلاوة النظام البيئي، جاعلاً من الزراعة المصدر الرئيسي لكسب رزق أهالي البلدة.
وبما أن بلدة غازيبازا قد طال انتظارها، هاهي الفرصة تأتي على طبقٍ من ذهب على أيدي فريق METEKIYAN الذي اختار لمشروعه الرمزي أن يتربع على جبل طارق بإطلالةٍ على البحر المتوسط مستفيداً من الميزات الخاصة للموقع في خلق مبنىً رمزي يسلط الضوء على التنوع البيئي التي تمتاز به البلدة.
وفي تفاصيل التصميم يتألف المشروع من مشتلٍ مفتوح على الهواء الطلق يضم مساحاتٍ مفتوحة وشبه مفتوحة ومغلقة، كما ويكشف أيضاً عن مطعمٍ ومقهى وقاعةٍ للاجتماعات وأخرى للاحتفالات والتي تخدم كمناطق دعمٍ للمشتل.
أما فكرة التصميم، فقد اعتمدت على إعادة إحياء الموقع من خلال بناء ما يشبه المتحف الزراعي ولكن المفتوح على قمة الجبل، ليشابه بذلك وإلى حدٍ بعيد منحوتةً فنية لولبية الشكل، الأمر الذي يعطي شعوراً غريباً بأن المشتل يتسلق الجبل نفسه وكأنه جزءٌ من الأراضي الطبيعية هناك، ليستمر مشهد التسلق حتى طوابق المبنى الشبيهة بالممرات المنزلقة وصولاً إلى حديقة السطح، فالمبنى نفسه يخدم كممرٍ بين سطح الجبل وبين مشاهد المدينة الجميلة، وهو ما سوف يلحظه الزائر في أي وقتٍ يصل إلى الموقع.
كما وسوف يشعر الزوار بالتغيير الجذري في المشهد أدناه بفضل خطة توزيع المساحات المبتكرة في أربعة اتجاهاتٍ مختلفة تبعاً لانحدار الأرض؛ فقد تم تنظيم المساحات المفتوحة في أربعة أجزاء، حيث يستخدم الناس المساحة الأولى للتسلق وهي مساحة عرض المصطبة، بينما تضم المساحة الثانية حديقة المصطبة أيضاً المطلة على البحر، أما المساحة الثالثة فهي الفناء المحاط بمبنى المشتل، وأخيراً تكشف المساحة الرابعة عن معرضٍ في الأعلى.
بالوصول إلى وظائف هذه المساحات نشير إلى أن المساحة الأولى على سبيل المثال هي عبارة عن طريقٍ يمكن للناس من خلاله الاستمتاع بمئات الأنواع من النبات المحلي صعوداً إلى الأعلى باتجاه حديقة المصطبة، والتي تكشف هي الأخرى عن منطقةٍ عامة للترفيه مع مقهى صغير ومدرجٍ خاص بالاحتفالات يقع تحت المبنى بشكلٍ جزئيٍّ، ولا ننسى الفناء الذي يعتبر نقطة تحولٍ بين جانب المبنى، حيث يضم هذا الفناء قاعةً للاجتماعات ومدخلاً مغلقاً للمتحف، حيث يمكن للزور التجول في أرجاء مساحات العرض عبر الممرات المنزلقة صعوداً إلى المطعم في الأعلى قبل الوصول إلى مساحة العرض الأخيرة على السطح.
وفي الختام فقد تم تصميم المشروع بالاستفادة من الأراضي الطبيعية ليبدو أشبه بجنةٍ من النباتات التي لا يمكن نسيانها، وذلك ليسوّق بلدة غازيبازا المعروفة كـ “جنة صامتة” بين بلدان العالم.