أكمل فريق BRB المعماري المركز الجامعي الممتد بمساحة 57 ألف قدمٍ مربع جنباً إلى جنب مع ساحة كلية مولي المربعة في نيويورك.
وقد كانت النية الأساسية من التصميم هي جعل الكلية “القطعة المركزية” في الجامعة، عبر تحويلها إلى مركزٍ تعليمي يعمل على مدار الساعة، تدعمه “ساحةٌ عامة” بمساحاتٍ مميزة كالمقهى والاستراحات وغرف الطلاب والنادي الطلابي وأخيراً متجر الكتب وصالة العرض الفنية.
إلى جانب كل ذلك تضمنت الخطة إنشاء مسرح يتسع لـ 550 متفرجاً، بالإضافة لمساحات للتدريب وأخرى مكتبية خاصة بقسم الموسيقى.
يشكّل مبنى “الساحة العامة” ويؤطر ساحة الحرم المركزية، حيث يقع المقهى والاستراحة ومساحة الدراسة عند الجانب الشرقي من المبنى، بإطلالةٍ مميزة على الساحة عبر الواجهة الزجاجية الكبيرة.
أما عن المساحات الداخلية فتشكّل امتداداً للساحة المربعة، وتخلق وإياها مركزاً حياتياً لطلاب مولي.
فقد تم تنظيم المبنى كسلسلةٍ مؤلفةٍ من ثلاثة طبقات، يفصل ما بينهما عمود فقري لتوزيع الحركة يتميز بنهايته المفتوحة، التي تسمح بتقديم ارتباطٍ بصريٍ مع حرم مولي.
تدعم الطبقة الغربية المكتسية بالحجارة المساحات والمكاتب المطوقة، في الوقت الذي تتمتع فيه الطبقة المركزية الأشبه بالمنزل بكتلتها الفولاذية المكشوفة بمرونةٍ قصوى تسمح باستخدامها يومياً استخداماتٍ عديدة، هذا عدا عن إمكانية إعادة تركيبها وتوسيعها في المستقبل وفقاً لتطور احتياجات الحرم وطلابه.
حيث تتضمن هذه المنطقة الآن مساحات أكبر؛ كسماحةٍ متعددة الأغراض وصالة عرض فنية إلى جانب نادٍ طلابي وغرف عمل ومنطقة عامة للمعلومات وأخيراً مساحة مرنة مزودة بأحدث التقنيات.
وتخترق هذه المساحة المفتوحة ردهة تُنار سماوياً، من شأنها ربط المساحات عمودياً وخلق صخبٍ حيويٍّ في أرجاء المبنى.
يأتي الآن دور الطبقة الشرقية المكتسية بالزنك والزجاج؛ حيث تعمل هذه كشرفةٍ تربط بطريقةٍ بصرية مساحات الدراسة بالاستراحة عبر ساحةٍ خارجية مربعة الشكل.
وهنا في أكثر طبقات مبنى “الساحة العامة” نفاذاً للخارج، يمكننا رؤية التفاعل بين النشاطات الداخلية والخارجية، التي من شأنها دعم المجتمع المتعطش للمعرفة في مولي كوليج.
وكي نولي المسرح الواقع في الكتلة الغربية من المبنى حقه، نشير إلى أنه عبارة عن جناحٍ خفيٍّ، يتميز باستدارةٍ نسبيةٍ في كتلته من شأنها تطويق الساحة الرئيسة المربعة، وخلق بوابة للمشاة القادمين من منطقة ركن السيارات الغربية عبر الردهة، ومنها إلى مبنى الحرم الجامعي.
أما عن تساءلتم عن كيفية محافظة المبنى على الارتباط القوي مع نسيج الحرم القديم، فالإجابة بمنتهى البساطة؛ عن طريق استخدام القرميد الأحمر المضروب بالرمل والأبواب المصنوعة من خشب البلوط، وطبعاً الدرجات اللونية الطبيعية الدافئة.
طبعاً كل ذلك يجتمع مع المصداقية القوية التي يتمتع بها الاسمنت المسلح والكتلة الفولاذية المكشوفة، التي تؤكد -في الوقت عينه- على أن “الساحة العامة” تخدم كوظيفةٍ خاصة في مولي كوليج؛ وهي ربط الناس ببعضهم البعض أولاً وبالعالم البعيد ثانياً.