مع تعليق عمليات إكمال مكاتب البلدية الجديدة في مدينة Hague في هولندا, والتي من المفترض أن يتم افتتاحها في هذا العام, تم بناء جناح استقبال بالقرب من مكاتب البلدية الجديدة في منطقة فيلا إسكامب, ليتذوق الناس طعم ما هم مقدمين عليه. فبتصميمٍ من قِبل Korteknie Stuhlmacher من شركة DUS المعمارية تم تقسيم كتلة المبنى الزجاجي إلى عدد من الغرف المختلفة, التي تعكس النشاطات المتنوعة للمركز البلدي الجديد؛ إذ يتضمن المركز متحفاً وغرفة حديقة وغرفة تخطيط ومكتبة, إضافةً لوجود أهم مركزٍ في هذا القسم؛ ألا وهو غرفة الزفاف.
كما ذكرنا سابقاً فإن “كنيسة الزفاف” أو غرفة الزفاف هذه هي من تصميم الشركة المعمارية DUS, وهي شركةٌ شابة مقرها في أمستردام صنعت اسمها بفضل تعاملها مع العمارة بطريقة حرفية. فقد كانت معظم مشاريعها صغيرة ومفهومية وتهتم بشكلٍ خاص بالعمارة العامة لتحمل رسالة اجتماعية ناقدة.
فعلى سبيل المثال؛ تناولت الشركة قضيةً لطالما أثارت الجدل في العمارة والتصميم، وهي فكرة التساؤل حول إذا ما كانت “الرسمية هي الشيء الطبيعي”، وذلك من خلال تصميمها لفندق البيت الصيفي (المكون من أكياس التسوق التركية المكدسة), والذي حاز على تقييم المشروع الأفضل لعام 2009 حسب رأي الناقدة المعماري تريسي ميتز.
وفي أمثلة أخرى عن الاستخدام غير المسبق للعناصر اليومية في أعمال هذه الشركة نذكر هنا تصميمها لأبوابٍ أمامية معادة التدوير, وجناحٍ مفتوحٍ في الهواء الطلق مصنوع من مظلات حمراء, بالإضافة (للشرنقة) المنسوجة من الإطارات الدراجات الهوائية الداخلية.
واليوم في مشروع “كنيسة الزفاف”، يمكننا القول أن شركة DUS قد استطاعت أن تبرهن للعالم أجمع كيف يمكن لأنابيب تهوية عادية أن تتحول إلى كتلة كنيسة بشكل قبعةٍ منسوجةٍ من الكروشيه, ليست قابلة للاستخدام فحسب، بل وأيضاً ذات نوعية خارقة للطبيعة.
إذ قضت الشركة المعمارية ثلاثة أياماً طوال في حبك 2 كيلومتر من الأنابيب البيضاء المرنة لتصبح في النهاية بطول 15 متراً, ولتتوصل يدوياً إلى ابتكار نقشةٍ بالتعاون مع خبيرة الكروشيه ساندي دي لانج, حيث نتج عن هذا العمل الطويل قبة بطول ستة أمتار وارتفاع ثلاثة أمتار تتسع لخمسين شخص كحدٍ أقصى.
أما عن التأثير الفريد لهذه الأنابيب والشقوق فيظهر في عمليات ترشيح الضوء الداخل إلى القبة خالقةً أجواءً فريدةً من نوعها أشبه بالأحلام, لتكون بذلك المكان الأنسب لعقد قران الأزواج في يومٍ واحد.
من الجدير ذكره ختاماً أنه يتم الآن الأخذ بعين الاعتبار تحويل هذا الجناح إلى كنيسة لعقد القران بشكلٍ مستمرٍ، الأمر الذي قد يؤخر إطلاق مركز البلدية هذا لفترةٍ من الوقت.