سجنٌ قديم في مكسيكو يتحول لمتحف!

8

في محاولةٍ لإنعاش متحف الأرشيف الوطني في مكسيكو سيتي قام أفراد شركة Rojkind المعمارية المكسيكية بطرح هذا التصميم الذي بين أيديكم… حيث وقع الاختيار على سجن “قصر ليكومبيري” الأثري ليشغل مبنى المتحف الجديد، ولكن ذلك بالطبع تطلب من فريق العمل الكثير من الجهد.

إذ جاء التصميم الجديد للمتحف ليحافظ على كتلة السجن القديمة، التي شغلها الأرشيف الوطني منذ العام 1980، وذلك باستخدام كتلة سجن المراقبة السابقة ذات الخلايا المنبثقة من جسد الأبراج وبناء كتلة جيدة على شكل نجمة حول المبنى القائم، وتوسيع مساحة الحديقة إلى ثلاثة أضعاف حجمها الحالي.

فقد شهد المبنى على مر السنين ومنذ بنائه في عام 1882 العديد من التحولات المثيرة للجدل، مما استدعى تغيير شكل المبنى تبعاً للاستخدام الذي يشغله، ويعتبر التدخل الأكثر وضوحاً والذي جاء لينقذ الكتلة من التدهور والتفكك هو تحويل المبنى في عام 1982 ليضم الأرشيف الوطني… وكأنه لوحةٌ زيتية قديمة يتغير طلاؤها مع تغير المناسبة.

أما اقتراح اليوم بتوقيع شركة Rojkind فقد جاء ليحافظ على أفكار القرن التاسع عشر وعمارة برج المراقبة من تصميم لورينزو دي لا هيدالغا، والذي تبعته تعديلاتٌ طفيفة بقلم أنتونيو توريس وأنتونيو أنزا، حيث انصبت هذه التعديلات جميعها لخدمة هدفٍ واحد، ألا وهو إضفاء بصمةً معاصرة على جسد المبنى المبهم.

ولم يقف الأمر عند حد تجديد المبنى وحسب، ولكن تجاوزه ليلبي حاجة المتحف بوجود موقعٍ واضح يمكن للزوار من خلاله المراقبة كجزءٍ من تاريخ المجتمع المكسيكي، فضلاً عن الحفاظ على المساحات الأكثر تأثيراً وتكييفها مع تصميم المتحف، إذ كان الاقتراح باستخدام المساحات المتبقية -تلك التي ليست جزءاً من النجمة الأصلية- من أجل استيعاب الوحدات الجديدة وتغييبها في نفس الوقت عن القطاع المكاني بهدف السماح لقراءةٍ واضحة للبناء الأصلي.

ولتحقيق ذلك قام معماريو Rojkind بالتنقيب في المحيط على أمل إنقاذ ما أمكن من البقايا ذات الصلة دون المساس بحرمة الأرشيف القديم أو متحوياته من الوثائق الثمينة، حيث تم تطويق مناطق التنقيب احتراماً للآثار المهمة بنية الاستفادة منها في توسعة المبنى فضلاً عن توسعة الأسطح النباتية.

إذ يسترعينا حجم الحديقة الفسيحة والذي باتت الآن أكبر بثلاث مرات على نقيض الفسحات التقليدية الخضراء بين المباني والتي تفتقر عادةً إلى الارتباط، كما ويوفر هذا التصميم ما يكفي من المساحات الزراعية الرامية إلى زيادة الأنواع الهامة من أجل الحفاظ على التنوع.

إقرأ ايضًا