نُزل بلبيت روك في النرويج؛ سحر الطبيعة والعمارة

14

يحتضن نُزل بلبيت روك ماونتن الجديد هذا ثمانية وعشرين غرفة ضيوف إلى جانب مقهى ومطعم وغرفة مؤتمرات، ويقع عند نهاية الطريق المؤدية إلى جبال بلبيت روك الشهيرة في النرويج، تماماً عند جرفٍ شديد الانحدار.

*ظروف الموقع:

عندما فاز تصميم فريق Helen & Hard في المسابقة المطروحة في عام 2004، اختار المصممون وضع الفندق وتشكيل كتلته بما يتناسب ويتماشى مع البيئة المجاورة؛ بما في ذلك الحقول المتماوجة والبروزات الصخرية وغيرها من المناظر الطبيعية الجذابة.

إذ يشابه سقف المبنى، على سبيل المثال، قمم الجبال المجاورة، في الوقت الذي تلتف فيه الكتلة بمجملها حول بروزٍ صخري يشير إلى المدخل الرئيس، والذي يتم الوصول إليه عن طريق السير في ممرٍ يلتف حول التلة وصولاً إلى المنصة الموجودة تماماً أمام المدخل، لتبقى أجمل لفتات التصميم في بروزات السقف التي تشكل مظلات تحمي المناطق الخارجية والتراسات المحيطة بالنزل، والتي ترتبط بشكلٍ رائع مع المطعم وغرفة المؤتمرات.

*العميل:

استجابةً لأعداد الزوار المتزايدة في منطقة جبال بلبيت روك، أدركت شركة Stavanger Trekking Association العميلة للمشروع، أن النزل القديم الذي يعود تاريخ بنائه لعام 1947 لم يعد يلاقي المعايير الحديثة على الإطلاق، خاصةً مع ما يقارب 120 ألف سائح سنوياً.

لذا تضمنت الخطة تأمين مبنى بسيط يتضمن غرفاً مناسبة ومرافق حمامات محسّنة، شريطة أن يحظى المبنى بمدخل عالمي وأن يكون بحق صديق للبيئة.

المواد والعمليات الإنشائية:

يتألف النظام الإنشائي من 32 دعامة خشبية مصنوعة من عناصر خشبية ضخمة تبعد عن بعضها البعض بفواصل بمقدار 2,8 متر، حيث تم بناء كافة الجدران والأرضيات والأسقف بنفس النظام مسبق الصنع هذا.

تمت مضاعفة الدعائم بين غرف الضيوف ليصبح تعليق عناصر الأرضيات بينها أمراً ممكناً، ولتؤمن عزلاً صوتياً جانبياً ملائماً بين الغرف، أما عن الدعائم التي تتضمن الغرف العامة فقد تم تفريغها بهدف خلق المزيد من المساحة، وتم توجيهها نحو الإطلالات الخارجية.

اعتمد فريق العمل في عملياتهم الإنشائية على أخشاب ضخمة من نوع Holz100، وهو عبارة عن نظام إنشائي ممتاز تم اختياره لاحتوائه على أخشاب نقية تماماً لا تحتاج لأية مسامير أو أي نوعٍ من أنواع اللواصق، فهذه الألواح الخشبية المؤلفة من طبقات مختلفة من الخشب يمكنها أن تلتصق ببعضها البعض بوساطة أوتاد خشبية يزيد حجمها بعد أن يتم حشرها في اللوح، وهذا ما يعني أن الخشب سيحافظ تقريباً على كافة خصائصه الأدائية وفقاً لمقدرته على حمل الجهد والقوة الاتجاهية.

أما عن التحدي الهندسي الأكبر الذي واجه هذه الدعائم فقد تمثّل في الامتداد الكبير في المساحات العامة؛ أي المقهى والمطعم، والذي تم حلّه عن طريق إبقاء الطبقات القطرية من الدعائم مكشوفة، الأمر الذي سمح بمدها بمستوى أعلى عبر الغرفة في هندسةٍ فراغية فريدة من نوعها أضفت على المساحات العامة نفساً جديداً مميزاً.

إقرأ ايضًا