يقع حي Oud-Charlois في روتردام بجوار أكبر ميناء بشري الصنع في العالم، وهو ميناء Waalhaven الشهير في هولندا، ويفصل ما بين الحي والميناء طريق واسع وسد وبعض مسارات السكك الحديدية وشريطٌ من الأبنية الصناعية، وفي نهاية المطاف يصادف المرء قطاعاً ضيقاً أخضر ما بين ساحات Oud-Charlois بالإضافة إلى مساحات طبيعية مصحوبة بورشاتٍ للعمل بسيطة ومنعزلة ولكن ضمن هذا القطاع.
فعندما يتواجد المرء هناك لن يكون قادراً على رؤية أي شيءٍ يتعلق بالميناء أو متابعة نشاطاته، ولكن الآن جاء مشروع Skillbill الذي يمتد على مساحة 10,000 متر تربيعي من تصميم شركة Maxwan لينشط هذا القطاع ويحرر هذه القطعة الخضراء لتصبح شيئاً أكثر من ذلك ويصبح اسمها منطقة Charlois الحرة، وقد طالبت هذه المنطقة بتحويل القطاع كملاذٍ مفتوح في وجه المبادرات من الحي والميناء على حدٍ سواء على أن تحمل هذه المبادرات طابعاً عاماً.
يعتبر بروز الموقع بالنسبة لمواطني روتردام العامل الرئيسي في اختيار موقع أي مبنى بالنسبة لبعض الشركات المرتبطة بالميناء والذين سيصبحون عملاءً لهم (في المستقبل) وشركاءً تجاريين فضلاً عن كونهم يسكنون المنطقة الحرة التي تشكل نقط إمدادٍ لليد العاملة، ومما لاشك فيه بأن منطقة Charlois الحرة موقعٌ مثالي للشركات من هذا القبيل.
طبعاً استطاع مبنى Skillbill بوقوعه على القطاع بين منطقة Oud-Charlois والميناء أن يمتد عبر خطوط السكك الحديدية والسد نحو Waalhaven ومجتمع Charlois على الجانب الآخر، كما وقد استطاع أن يرتبط مع الميناء ومع سكان Charlois وروتردام، وأخيراً فقد نجح في البقاء بتماسٍ مع جانب السد مع سهولة الوصول إلى القطارات والشاحنات والسفن.
ولذا نلاحظ بأن منطقة الإنتاج ترتفع فوق الموقع على شكل جسرٍ فوق البنية التحتية المحيطة بها، أما مكاتب الشركة فإنها تقع قبالة الحي وتنحرف إلى اليمين لتتخلل منطقة الإنتاج، وبسبب هذا نجد بأن بعض المكاتب تشرف على هذه المنطقة، ويمكنك أن تتخيل عزيزي القارئ وخاصةً إذا كنت ممن يعملون في إدارة المبيعات وقد بات بإمكانك أن تشرح للزبون آلية العمل المتطورة واستعراض تقنيات العمال المهرة دون الحاجة إلى مغادرة المكتب.
أخيراً ووفقاً للمبادئ التوجيهية من المنطقة الحرة يرتبط المبنى مع المباني الشائعة في الحديقة حيث تقع قاعة الألعاب التابعة للشركة على سبيل المثال، من جهةٍ أخرى استطاع المبنى -والفضل يعود لشكله المميز- أن يمنح الشركة هويةً مميزة ويؤسس لعلاقة ديناميكية جديدة مع منطقة Charlois الحرة وأكبر ميناء في أوروبا.