يكشف مبنى شركة إنتاج المعدات الطبية المتقدمة SaegelingMedizintechnik المكتبي الواقع في مدينة هايدناو الألمانية بشكله المتماوج عن تصميمٍ متطرفٍ نوعاً ما استطاع الاستفادة بالكامل من جدرانه ونوافذه في عملية البناء، أما وبوقوعه في حيٍ يعج بالمباني التقليدية منخفضة الارتفاع فقد استطاع، والفضل أيضاً لشكله الأبيض المنساب، بأن يبرز على شكل منحوتة ما بين بقية المباني القائمة هناك.
حيث اعتمد معماريو GerdPriebe تقنيةً جديدة في البناء تتمثل في الإبقاء على أساسات المبنى القديم وخفض الاستعانة بدعائم هيكلية ما أمكن، وذلك باختيارهم الشكل المنحني للجدارن الأمر الذي أدى إلى خفض هذه الدعائم ومواد البناء على حدٍ سواء… فعلى سبيل المثال كانت عملية البناء أشبه بلف قطعة من الورق على شكل أنبوب لجعلها أقوى!
وبذلك ابتعد التصميم تماماً عن المخططات التقليدية للمباني المكتبية حيث تُرتصف الحواجز بين المكاتب، واستعاض عنها بورشات العمل المفتوحة وقاعات الاجتماعات، وأخيراً المساحات الاجتماعية التي تكون مرتبطة معمارياً جميعاً مع بعضها البعض.
فهنا نلاحظ بأن الجهة الأولى من المبنى تضم المساحات المكتبية بينما تكشف الجهة الأخرى عن مساحة اجتماعية أكثر انفتاحاً، وتطوق جميع هذه المساحات جدرانٌ منحنية لتفسح بدورها المجال أمام رؤيةٍ أكثر سلاسة عند النظر إلى المبنى تصل إلى البيئة الخضراءالمحيطة به.
فعلى الرغم من أن ضوء النهار يدخل المساحات الداخلية فإن الجدار الزجاجي في الجهة الجنوبية يكون له بالمرصاد على الدوام؛ حيث بمقدوره أن يمتص الحرارة السلبية أيضاً إلى جانب وجود نظام جداري كتيم ومعزول بشكلٍ جيد جداً، والذي يتخذ على عاتقه الحد من استخدام الطاقة الشمسية.
كما ونلاحظ بأن نوافذ المكتب مفتوحة أيضاً لتوفير الهواء النقي وتبريد الهواء في الربيع والصيف بينما تعمل الحواجز الخارجية على التحكم بالضوء وخفض اكتساب الحرارة على شكل أربعة أنابيب مرنة تم بناؤها في الجدران الداخلية لتوزيع الحرارة الشمسية في جميع أنحاء المجمّع، ويسترعينا هنا إقحام نسيج شعري في الجدران الأمر الذي ساهم في خفض نسبة الهواء الدافئ بالإضافة إلى تعويض فقدان الحرارة الإشعاعية، وبالحديث عن التوزيع فقد تم توزيع المساحات الداخلية للاستفادة قدر الإمكان من مساحة الاستخدام.
وختاماً نحيطكم علماً بأن مبنى SaegelingMedizintechnik المكتبي هو واحد من المشاريع الستة عشر الرائدة التي حصلت على شهادة DGNB عن التصاميم المستدامة، حيث يضمن تصميم المبنى دورة حياة هي 50 سنة تقريباً تصل فيها تكاليف التشغيل والإصلاح و الصيانة وحتى إدارة النفايات حدها الأدنى، حيث تمت الاستفادة من الأساسات القائمة في الموقع بغض النظر عن أنظمة البناء والمواد المكلفة.