هناك طرائق غير محدودة لخلق تحفٍ معمارية مبهرة، ولكن مدرسة دريس كود الابتدائية في سويسرا تفردت باتبكارٍ خاصٍ بها وحدها…
إذ قامت شركة كومبليكس سيتي المعمارية باستخدام تقنية إكساء فريدة اعتمدت على تغطية هيكل المدرسة الإنشائي التقليدي بكسوةٍ خارجيةٍ معقدة جمعت ما بين مفهوم الحماية والتزيين، لتصبح مدرسة دريس كود رمزاً للمدينة السويسرية حيث تلتقي العمارة مع فن تصميم الأزياء في مرفقٍ تعليمي واحد.
فبتوضع المنشأة في موقعٍ محاطٍ بالمناطق الزراعية والتلال القريبة تمثّلت مهمة المعماريين بالتركيز على الواجهة الرئيسة للمبنى وعلى مظهره الخارجي, كما كانت مسألة الارتباط والتواصل البصري نقطةً جوهرية بالنسبة لهم خلال عملية التصميم، خاصةً مع الأخذ بعين الاعتبار كون المدرسة أول مصدر للمعرفة يحظى به الأطفال.
وهكذا وضع معماريو كومبليكس سيتي نصب أعينهم هدف إعطاء عمارة المشروع خصائص الأقمشة بما تتمتع به من مرونة ونعومة الملمس، إلى جانب الرقة والأناقة التي تتميز بها الأقمشة المخرمة أو الدنتيل.
وفي ظل ذلك، بدأ العمل على تطوير شبكةٍ غير منتظمة باستخدام قطع قماش يدوية الصنع، ليتم فيما بعد استخدام وحدات تشكل في النهاية الكسوة بمجملها.
وهكذا من خلال خلق شبكةٍ ذات مظهر عضوي ستظهر كسوة المبنى الخارجية وكأنها غطاء من الأنسجة المحاكة بمنتهى الدقة.
أما عن أهمية هذا الغشاء فتكمن في دوره بتنقية وترشيح المساحات الخارجية وخلق اتصال مساميٍّ بين المساحات الداخلية والخارجية في نفس الوقت, حيث سيكون من شأنه السماح لمستخدمي المبنى برؤية المحيط الخارجي للمبنى مع المحافظة عليهم آمنين في الداخل.
وتماماً كالملابس، سيساعد هذا الغشاء على التحكم بدرجات الحرارة ومقاومة الحرارة والبرودة الزائدة، فهو باختصار يتحكم ويسيطر على البيئة الداخلية للمدرسة. وهنا تجدر بنا الإشارة إلى أن مستوى مسامية هذا الغشاء لم يتم تحديده اعتباطياً، بل تم التوصل إليه بعد دراسةٍ دقيقة لمدى تعرض المبنى للشمس والرياح.
وأخيراً وبالنسبة للتصميم الداخلي، فقد تعمد المعماريون جعله مرحاً وجذاباً للأطفال قدر الإمكان، ويبدو ذلك واضحاً في اعتماد المساحات الكبيرة واستخدام العديد من الألوان والأشكال والكثير من الإضاءة.
فهذا المشروع باختصار يكشف عن أعلى المستويات المستخدمة في مواد البناء التي تم تطبيقها بمزيجٍ من الانسيابية والخفة والأناقة، لتكون النتيجة مدرسة دريس كود الابتدائية.