وقع الشيخ حمد آل ثاني رئيس وزراء قطر عقد شراءٍ لإحدى الشقق السكنية في مجمع ون هايد بارك السكني في لندن، على الرغم من أن أعمال البناء لم تنتهي بعد… إذ يعتبر السكن في هذا المجمع فرصةً لا تعوض، وذلك بوقوعه في وسط لندن وتحديداً في مقاطعة نايتس بريدج على مقربةٍ من حديقة هايد بارك الشهيرة.
وقد شهدت عملية شراء الشقق التي خضعت لإعادة تأهيل في العام 2010 تنافساً من كبار الشخصيات في العالم، حتى يقال بأن الشقة التي ابتاعها الشيخ آل ثاني في ون هايد بارك بيعت بمبلغ يتجاوز المئة والأربعين مليون جنيه إسترليني، وهو أعلى سعر لشقة سكنية تباع في بريطانيا جمعاء، ويضم المبنى عدا هذه الشقق السكنية المترفة البالغ عددها 86 شقة، وحداتٍ لبيع التجزئة بمساحةٍ إجمالية تصل إلى 385 ألف قدم تربيعي.
وقد جاء هذا المجمع الضخم من تصميم المعماري ريتشارد روجرز وفريق العمل في شركة Rogers Stirk Harbour، نتيجةً الشراكة المثمرة بين كريستسان ونيك كاندي مالكي مجموعة CPC وما بين الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية في دولة قطر، ليمثل حلقة الوصل ما بين مقاطعة نايتس بريدج الشهير في وسط لندن وحديقة هايد بارك.
ولكن هذا الموقع الاستراتيجي وسط العاصمة البريطانية عاد على روجرز بكثيرٍ من الجهد، إذ كان على التصميم أن يدمج العناصر المعمارية المعاصرة لمبنى ون هايد بارك في السياق المعماري قديم الطراز، الذي تمتاز به مقاطعة نايتس بريدج، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى العناصر الفولاذية المقاومة للعوامل الجوية حمراء اللون في الواجهة، والتي جاءت بوحيٍ من ألوان القرميد الأحمر التي تطغى على كسوة الكتل المجاورة.
وبالإضافة إلى الشقق السكنية الفاخرة، يحظى المبنى بثلاثة متاجر موزعة على أربعة أجنحة الغاية منها تشكيل وحدة ما بين نايتس بريدج وهايد بارك، وهذا هو حال السقف أيضاً الذي قام روجرز بإعادة تصميمه لينخرط بشكلٍ أفضل مع الجوار، وبالتالي مع السياق العمراني دون أن يؤثر ذلك على هويته المميزة وكونه وجهةٍ مفضلة للنخبة من أبناء لندن.
وعنه يخبرنا المعماري غراهام ستريك، الشريك الرسمي لريتشارد روجرز في العديد من المشاريع الهامة ومنها هايد بارك بقوله “سوف يقوم مبنى هايد بارك بتتويج العمارة الحالية في المنطقة، كما وسوف يكشف عن إطلالةٍ ساحرة باتجاه حديقة هايد بارك من نايتس بريدج عبر المصعد المزجج الذي يرتبط سلسلة المباني المستقلة.”
وتبقى هذه الشقق الباهظة حكراً على شريحةٍ معينة من الزبائن، فحتى الآن تم بيع خمسين شقة من أصل ثمانين إلى أصحاب النفوذ والأثرياء من الولايات المتحدة وروسيا والصين والشرق الأوسط… ولجميع الخائفين من تفاقم الأزمة المالية التي ترمي بثقلها على العاصمة البريطانية قد ترغبون بمعرفة أن أرخص شقة من هذه الشقق وبغرفة نومٍ واحدة بيعت بمبلغ 5,75 مليون جنيه إسترليني!
وأخيراً ومع تواجد هذه النخبة في مكانٍ واحد، تم إيلاء قضية الأمن أهمية كبرى، فقد تم تجهيز الغرف بنوافذ ضد الانفجار في حال تعرض المبنى لأي هجومٍ أو حادثٍ مفاجىء، فقد أبدى نيكولاس كاندي تخوفه من هذا الأمر، وأوضح بأن هذا المشروع الاستثنائي سوف يشكل نقطة جذبٍ بوقوعه في وسط لندن “لذا كان لابد من اتخاذ كافة الإجراءات لضمان سلامة السكان” فكيف لا ومبنى ون هايد بارك “واحدٌ من أفضل، إن لم يكن الأفضل بين المباني السكنية في العالم”، على حد تعبير كاندي.