وكأن هذه الكنيسة قد شهدت قيامة السيد المسيح بالفعل، إذ يسترعينا عند زيارة كنيسة قيامة المسيح في العاصمة الإيطالية ميلانو واجهة مخططة بكل تدرجات الرمادي، حيث قام الفريق المعماري الإيطالي Cino Zucchi باقتطاع مجموعة من الألواح العمودية من الإسمنت والحجر الأبيض والزنك والزجاج… تارةً رمادية قاتمة وتارةً رمادية فاتحة.
ولكن هذه الفوضى في الكسوة الخارجية تخفي وراءها أجواء إيمانية غاية في السكينة والوقار، فما بين قاعة الكنيسة ومركز الأبرشية، ينقسم مبنى الكنيسة مستطيل الشكل على نحوٍ منظم للغاية، دون أن يلغ ذلك من جمالية الواجهة، فقد نجح الفريق الإيطالي بتحويل واجهة كنيسة القيامة إلى لوحةٍ تجريدية بحد ذاتها.
حيث يلتقي الجدار المزوي مع السقف مشكلاً بذلك زواية واحدة تقوم بتأطير المدخل الرئيس، ليستمر المشهد داخل قاعة الكنيسة إذ ستلاحظ عند التواجد في قاعة الكنيسة ينعطف اثنين من الجدران الإسمنتية إلى الأعلى وصولاً إلى السقف، ليبدو السقف وكأنه مائل.
يُذكر أن فريق Cino Zucchi قد حصل على الجائزة الأولى في مسابقة أعدت خصيصاً لتحويل إحدى المستودعات، التي يعود تاريخ بنائها إلى الستينيات على أيدي مجموعة من القساوسة العمال، إلى مبنىً كنيسة بسيط قادر على الوفاء لروح الموقع الصناعي القديم مع بعض التعديلات الطفيفة من روح العصر.
أفلا تتفق معي بأن تصميم القاعة العالية نسبياً على شكل مستطيل كبير، حيث يبرز جدارين أقرب في تقوسهما إلى شراعين يعانقان التركيبة بمجملها، تجسد تصميماً عصرياً مئة بالمئة؟