استقى مصمموا هذا الشكل الغريب وحيهم من السمكة ومن السيارة!
قد يبدو الأمر غريباً للكثيرين؛ فما علاقة السمكة بالسيارة بالمنزل؟
نعم، ما ترونه في الصورة هو عبارة عن مشروع منزل جاء تحت اسم Hus.Ett أي House.A، بتوقيع المصمم Torsten Ottesjö وبوحيٍ من أشهر الأسماك الاسكندنافية، فلا يمكن للناظر إلى جسد هذه الكتلة اللماعة إلا أن يعود بذاكرته إلى سمكة الرنجة الشهيرة.
حيث يتألق المنزل بكتلته الضيقة والكثيفة التي تبلغ من الحجم متراً مكعباً واحداً فقط، ليتحرى ويتحدى بذلك الفكرة التقليدية حول المساحات التي يحتاجها الإنسان كي يشعر بالارتياح.
من غرفةٍ واحدةٍ فقط تيقظ هذه الكتلة المصغّرة إحساساً بالاتساع والفساحة بفضل خطةٍ مدروسةٍ بكل عناية لتخاطب حركة الإنسان الطبيعية، ليس هذا وحسب، حيث تجسد هذه الكتلة مظهر وحركة إحدى الكائنات الحية المتكيفة مع البيئة المحيطة، ليتمتع المبنى بفضل هذه المقاربة العضوية بخصائص جمالية بارزة تنسجم مع الموقع الذي يتربع فيه.
أما عن إشارتنا السابقة إلى السيارة، فإليكم تفاصيلها؛ تستقي هذه المساحة شكلها الفريد من مفهوم السيارة أيضاً، فحسب زعم المصمم، يميل الناس إلى خلق علاقات قوية مع الأجسام والأشياء التي تقارب في حجمها حجم الجسم البشري؛ والدليل على ذلك هو تفوق عدد الأشخاص المغرمين بسياراتهم على عدد أولئك المغرمين بمنازلهم على سبيل المثال، الأمر الذي يرده المصمم إلى حجم العنصر لا أكثر.
لذا خلص Torsten Ottesjö إلى تصميمٍ صغيرٍ يتمتع بأجواء فسيحة وواسعة بتشطيبات داخلية خشبية مشرقة ونوافذ ممتدة من الأرض وحتى السقف على كلتا حافتي الكتلة، يكون من شأنها إدخال المزيد من الضوء إلى المنزل، في الوقت الذي تتألق فيه الجدران مع السقف بطبقات من الورق المقوى القابل للتحلل العضوي والمدعم بالسيليلوز، ولكن المقاوم للمياه والرياح في نفس الوقت.
الجدير بالذكر هنا تعمد المصمم اتباع مفهوم التصميم بالحد الأدنى في كافة تفاصيل المشروع، وليس ذلك بسبب صغر المساحة، وإنما لاعتقاده بأن الناس لا يحتاجون إلا إلى القليل من الأشياء كي يعيشوا بهناء، والنتيجة كانت أن تم تصميم الغرفة بشكلٍ مكثّف للغاية يشعر مستخدميها بأنها أوسع مما هي عليه في الواقع.
وطبعاً بما أنها في قلب الطبيعة لابد لها من أن تكون صديقة للطبيعة؛ فقد تم بناء الغرفة من أنواع مختلفة من الخشب كخشب الحور والصنوبر والدردار وغيرها من الأخشاب المحلية، في محاولةٍ لجعل المشروع اقتصادياً قدر الإمكان، وسهل الانتاج والمعالجة والإدارة.