لوحة زجاجية ملونة تنقلك بكل سلاسةٍ إلى القرن الـ 16

2

قد يبدو خبر اليوم مطروقاً بالنسبة لك فيما لو نظرت إليه على أنه مجرد درَج، ولكنك سوف تغير رأيك تماماً مع كل سطرٍ جديد، فقد قام المصمم البرتغالي Manuel Maia Gomes بتصميم ممرٍ يتخلل اثنين من المباني القديمة في مدينة فيلا دو كوندو البرتغالية، يقود عبر درجٍ إسمنتي إلى ساحةٍ تنخفض بمقدار ثماني أمتار.

ويتميز هذا الدرج المطلي باللون الأحمر عن غيره من الأدراج التقليدية، بنافذةٍ كبيرة جداً مرصوفة بألواحٍ ذات ألوان براقة للغاية… حمراء وصفراء وزرقاء، ليحجب هذا الزجاج الملون وراءه مجموعة من الأعمال الفنية على طول الممر، في الوقت الذي تعمّد فيه المعماري الإبقاء على بعض أجزاء المبنى الأصلي الذي يعود تارخ بنائه للقرن السادس عشر مكشوفةً للعيان، خاصةً تلك التي لم تطلها عمليات التعديل الواسعة الحاصلة في القرن الثامن عشر.

وكأنه معرضٌ فني… سوف يعج الممر من الآن فصاعداً باللوحات الفنية والمنحوتات تحت اسم “المعرض الشمسي”، وكغيره من المعارض الفنية الكبيرة المتخصصة، فإن هذا المعرض سيكون متخصص في عرض الإنتاجات الفنية السينمائية والأفلام المختصرة، كما وسيضم مكتبةً عمومية مفتوحة أمام أهالي فيلا دو كوندو من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة مساءً.

وفي تفاصيل التصميم، ارتأت الحكومة البرتغالية إعادة تجديد هذا المبنى بعد أن تم تدميره بالكامل، حيث وكجزءٍ من خطة إعادة التجديد هذه، تم تدعيم الممر -كونه مساحة عامة- بمجموعةٍ من من الألواح الزجاجية لتوفير التدفئة والتهوية الطبيعية، أما وفي وسط الممر فقد تم الإبقاء على بعض العناصر القديمة، للتذكير بعراقة المبنى العائدة للقرن السادس عشر، كالرواق الحجري وبعض الملامح المميزة من تلك الفترة.

أما في الطابق الأول وفي العلية، فقد تم تحويل المساحة إلى سكن طلابي من ثماني عشرة غرفة نوم وبعض المطابخ وأماكن المعيشة، وهنا فقط يظهر الاختلاف في استراتيجية المشروع، فبينما تم الإبقاء على كافة الأحجار في الطابق الأرضي مكشوفةً دون إكساء، حيث تبرز الأرضية من الحجر أو الإسمنت فقط، نلاحظ النقيض من ذلك في سكن الطلاب، فقد تم صقل المساحة من جديد لتأمين الراحة للطلاب، وفي سبيل ذلك تم رصف الأرضية بالخشب ووضع الملصقات على الجدران وطليها.

كونها مقر إقامةٍ مؤقتة فإن المساحات المشتركة تتصل مع المعرض من خلال الألواح الزجاجية الملونة، التي أشرنا إليها مسبقاً، في الوقت الذي تتصل فيه على مستوى العلية مع آثار المدينة من خلال النوافذ التي تم توجيهها خصيصاً ليحظى الزوار بإطلالة شاملة وكاملة، وبذلك ساعد وجود الزجاج الملون على جعل الانتقال بين البيت التاريخي ذي البناء الحجري والدرج الإسمنتي الأحمر سلساً للغاية، وكما أحجار المنزل، تبدو تشطيبات الدرج وكأنها لم تنته بعد لتؤكد مرة أخرى على عجز البشر.

وبهذه الطريقة، سيكون بمقدور الناس الاستمتاع بمشاهدة الدمج الحاصل بين القديم مع التصميم الجديد، فقد استطاع Gomes الاستفادة من الأجواء القوطية وإقحامها في قالبٍ معماري معاصر، والفضل للوحة الألوان المضيئة في مدخل المبنى، التي يتوقع أن تستحوذ على إعجاب أعدادٍ كبيرة من الناس ممن جذبتهم الألوان الزاهية وشجعتهم على المجيء، وكأنها الضوء الذي نراه عادةً في نهاية النفق ويشدنا لبلوغ نهايته.

أما بالحديث عن مواد البناء، فقد تم تصميم المشروع مع مراعاة المبادئ الخاصة بإعادة استخدام مواد البناء، فمادة الجرانيت التي تسود في المبنى بالاشتراك مع الإسمنت الملون، ويظهر ذلك جلياً في بناء الدرج والمصعد، تكشف عن قدرة هائلة لتحويل الجرانيت إلى مادة طبيعية وصديقة للبيئة.

فعلى الرغم من كثافتها العالية، تم استخدام هذه المادة كمخزنٍ للحرارة خلال فصل الصيف قبل تحويلها إلى طاقة خلال أشهر الشتاء، وبالتالي تجنب استخدام مكيفات الهواء القسرية تعزيزاً لفكرة الاستدامة التي ينادي بها Gomes.

إقرأ ايضًا