تجديدات بالحد الأدنى لكنيسة أسمبشن الباريسية

4

قام كلاً من المصممان الفرنسيان غريغوري لاكوا وسيباستيان لاغرانج من شركة جون دو بتصميم أثاث كنيسة Assumption الباريسية, والتي كان قد تم استكمال بنائها في الأصل عام 1961من قِبل المعماري نويل لو ماريسكير، ليُتحف زوارها والمصلّين فيها بسقفٍ منقضٍّ على الأرض وجدران زجاجيةٍ بالكامل.

يجدر بنا أن نذكر أن شركة 3box المعمارية الفرنسية هي من قام بإعادة تجديد كتلة الكنيسة وتحديثها آخذةً بعين الاعتبار استقبال وتجوال الحجاج والمصلين ضمنها, وفيمايلي بعض التفاصيل والمعلومات عن التصميم الداخلي:

قام استديو جون دو بتصميمٍ جديدٍ للمساحات الداخلية للكنيسة, دفع بالراهبات بألا يترددوا ولا لحظةٍ في وضع الكنيسة بعهدة مصممين معاصرين قادرين على جعلها أوضح وأجلى للعيان.

حيث عملوا على التفاصيل الصغيرة بحيث تكون إبداعية وإنسانية للغاية، مما أدى إلى توحيد طريقة الفرش الداخلية وإعطائها معنى عام, فعلى سبيل المثال قام المصممون بوضع ممراتٍ يمكن للمصلين اختراقها بسهولة, كما قاموا بتصميم فراغات قدرها 2 سنتمتر بين المستويات والدعائم, الأمر الذي نتج عنه ارتفاعات صغيرة دائمة أعطت تميزاً للمفردات الرسمية، دفع بالراهبات للتكيف بأفضل شكلٍ ممكنٍ مع المكان الجديد. حيث يمكننا القول أنه ومع هذه الإنسيابية في التصميم بدت جميع العناصر، بما فيها ذلك جرن المعمودية المقاعد ومذبحة الكنيسة، وكأنها تحلق بصرياً مع بعضها البعض.

عن مواد البناء نشير إلى أنه قد تم استخدام خشب البلوط كمادةٍ بناءٍ أساسيةٍ للمقاعد، وذلك بهدف السماح لنطاقٍ أوسع ودمج قيودٍ أخرى في نفس الوقت؛ وذلك بدءاً من الصلوات النابعة من القلب التي تجري وجهاً لوجه لتمثّل بذلك واحدةً من خصوصيات هذه الكنيسة. حيث تم تخصيص مركز الكنيسة لجلوس الراهبات وجهاً لوجه، في حين تبقى المقاعد الجانبية لعامة الناس من المصلين.

هنا لابد لنا من الإشارة إلى خاصيةٍ فريدةٍ نتجت عن هذا التوزيع، ألا وهي وقع أصوات أقدام المصلين الذي يزداد كثافةً وقوةً مع الاقتراب من مركز الكنيسة معطياً شعوراً هائلاً بالقداسة والروحانية.

وبالتطرق إلى تفاصيل فرش الكنيسة أكثر، نشير إلى أنه قد تم استخدام أنواع مختلفة من المقاعد تنوعت طريقة توزيعها وفقاً لمعايير عدة، حيث تم تخصيص مقاعد للراهبات (مع أو دون مكانٍ مخصص مدمجٍ لتخزين الكتب المقدسة والأناجيل)؛ مقاعد للصلاة بثلاثة أحجام مختلفة (مع أو دون مقعدٍ منخفضٍ للركوع)؛ بالإضافة إلى المذبح الغرانيتي الزمبابوي الأسود الذي يحتضن رفات الأخت ماري يوجين، والذي تم تصميمه بنفس القدر من الاهتمام والعناية، حيث جاء شكله ليبدو وكأنه لطالما كان موجوداً هناك بشكله الحجري البسيط الذي يعكس خلاصة وظيفته الأساسية -فالمذبح أساساً هو عبارة عن لوحٍ حجريٍّ بسيطٍ يمكن نقله وتحريكه ليحافظ على وظيفته بأكملها.

أخيراً تمت صناعة حجر المعمودية من حجر موجود في منطقة Auberoche الفرنسية، بحيث يبدو بخطوطه الرفيعة وكأنه نقطة صغيرة متوضعة على الحجر, هذا تماماً ما أراده استوديو جون دو في تصميمه، فهو قادر على استيعاب ليترٍ كاملٍ من المياه، ليكون بذلك وظيفياً بقدر رقته وبساطته وتصميمه ذي أسلوب الحد الأدنى.

إقرأ ايضًا