صمم المصمم الفرنسي Mathieu Lehanneur متجراً ومساحة عمل من أجل مختبر Le Laboratoire في باريس، فرنسا. حيث تتألف مساحة العمل -التي تُدعى LaboBrain أي “عقل المختبر”- من حاجزٍ مقعر يستطيع المستخدم أن يخربش عليه الأفكار بينما يتجول في أرجاء المكان. بالإضافة إلى وجود مقعد على شكل كرة قدم يسمح بالاستراحة عليه بين نوبات الاهتياج والتفكير المبدع، بينما تقوم النباتات الموجودة تحت شبكة في الأرض بتنقية الجو. هذا بالنسبة لعقل المختبر، أما متجر المختبر LaboShop فيبيع الأشياء التي يتم تصنيعها أو تصورها في المختبر، ولكنه ينسحب إلى السقف في الليل ليستوعب نشاطات أخرى في المكان.
أثناء تصميمه للعديد من التصاميم الجديدة لـِ Laboratoire ،ابتكر Mathieu Lehanneur العديد من المساحات الوظيفية على الحد الفاصل بين الفن والعلم، فهو يضم مساحة LaboBrain المخصصة للتفكير والإبداع الخاص ومساحة LaboShop أي “متجر المختبر” التي تمثل سوقاً عاماً للسلع.
LaboBrain:
يعد LaboBrain استديو جاهز أبيض بالكامل خاص بـِ David Edwards مؤسس Laboratoire. وهو أيضاً نادي رياضي ومكان لإبداع الأفكار يوفر جميع الأدوات المناسبة التي يحتاجها المفكرون (أو رياضيو العقل) من أجل شحذ أدائهم.
وبتشكيله على طراز التفكير الجماعي، لا يملك المستخدم مركز عمل يجلس فيه، وإنما يعمل متنقلاً في المكان أمام حاجز Velleda المقعر، وهو المختلى السري الذي يُعتَبَر سطحاً أيضاً يخربش عليه “رجل الكهف المفكر القادم من عصر الفضاء” أفكاره ورسوماته، وهو أيضاً لوح يعكس صدى صوت المفكر المبدع.
حيث يلازم المعماري والباحث الظريف في النظريات والرجل المُسنّ الذاتي التثقيف Buckminster Fuller هذه المساحة البديلة للتفكير أثناء التنقل، لدرجة أنه موجود في كل تفصيل من الحل الذي يجمع بين العلم والفن والتصميم. وكولاءٍ لقُبَّتِه الدائرية، تقدم كرة قدم جلدية نصف مفرغة من الهواء استراحةً مسترخيةً بين جولتي عمل، بينما تنشغل شبكة حياة نباتية موجودة تحت مستوى الأرضية بالتهام غاز ثاني أوكسيد الكربون وضخ الأوكسجين لتقديم الراحة العضوية إلى المساحات الداخلية.
وبما أنها كلاسيكية في أغلبها، تصبح الطاولة والكرسي في مكتب مساعد David Edwards الفص الأيمن من هذا الدماغ والجزء العقلاني للتنظيم والتخزين. إلا أنه كان هناك عائق واحد يتمثل في عدم وجود أي عنصر جمالي من صنع الإنسان يلفت النظر. هذا ويطري جدار من صناديق الكرتون البيضاء النقية على نظام كمبيوترات سطح المكتب Imac المصممة من قبل شركة Apple في النمط أو الطراز اليدوي، وسيخدم لسنوات عديدة من السجلات الورقية. كما يتشكل جدار الصناديق في المساحة الرئيسية أيضاً، ولكن بمعدن صفيحي هذه المرة. بينما تتزين جوانبها بنقوش نافرة شبيهة بالرقاقة تُذكِّر بكشك النقانق في نيويورك الذي تم إصلاحه لأنظمة التصميم الإيطالية، فجاء أنيقاً ومصبوغاً ولامعاً وبقبضة يد جلدية. وبهذا يمكن وصف هذه المساحة بأنها تعبير عن الرفاهية الشعبية الطراز في مكانٍ يجمع بين الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
LaboShop:
قام المصمم بتطبيق فكرة انفصام الشخصية على المكان وذلك من خلال العمل على هذه المساحة التي تتجسد فيها عملية عرض وإخفاء متناوبين. حيث يكون متجر LaboShop في النهار منفذاً لمبيعات متجر الكتب للقطع التجريبية مباشرةً من Laboratoire، مثل جهاز “Whif” لاستنشاق العبير أو “Andrea” وهي النسخة التجارية من نموذج Bel Air.
وعندما يهبط الليل يتراجع التجهيز التجاري الكامل إلى مستوى السقف ليصبح عبارة عن عربات ذخيرة مضيئة، محرراً مساحة الأرضية للأشخاص المدعوين إلى FoodLab بقيادة Thierry Marx، وهو المكان المخصص للتجريب الجزيئي والمتعلق بالطبخ، الواقع على مستوى القبو المعاكس لمستوى السقف.
ومهما كان صغيراً، فإنه ما يزال كتلةً تمتلك “أعيناً أكبر من بطنها” بفضل نظام آلة النسخ التي يتم التحكم بها عن بعد. وأخيراً يعاد تشكيل العمارة المتحركة كما ولو بلمسة سحرية، فتأتي محمَّلة بالخيال كالكاميرات القديمة وبآليات عمل تعتمد على الإخفاء والإظهار، في كل من الأرضية والسقف المخفيين.