من المعلوم أن معظم تراث الإمارات من العمارة المحلية القديمة يتم إستبداله دورياً بأبنية حديثة وأبراج عالية وبالرغم من ذلك لا يزال الكثير من الإماراتيين يتذكرون شكل أرضهم منذ سنين مضت.
لهذا السبب فإن مشاركة الإمارات في معرض البندقية بجناحها تحت عنوان “لأ لا ننسى: منشآت للذاكرة في الإمارات العربية المتحدة” ستجلب الضوء على مشاريع من القرن الماضي تكشف إنتقال تقاليد معمارية بطريقة تخاطب الهوية الثقافية للإمارات اليوم.
حيث يخاطب الحديث عن الحفاظ على مباني ومنشآت العمارة المحلية ما قبل إكتشاف النفط في الإمارات وبتركيزٍ خاص على عمارة الحداثة في فترة السبعينيات والثمانينيات؛ عنوان المعرض الذي إختاره المعمار العالمي ريم كولهاس لمعرض البندقية “الأساسيات: تشرب الحداثة”.
وهو ما يصرح القائمون على الجناح الإماراتي بأنه سيقوم بفعله من خلال عرض التطور العمراني والمعماري للإمارات من المحلية إلى الحداثة ومن الحداثة إلى المعاصرة.
وعلى حد قولهم، فإن فترة السبعينيات والثمانينيات في عمارة الإمارات فترة هامة كان على حسابها الاهتمام الموجه إلى المقارنة ما بين العمارة المحلية ما قبل البترول والعمارة المعاصرة ما بعد البترول والتغاضي عن إنجازتها.
من هنا يتفحص المعرض تأثير العمارة السكنية والعامة على شكل الإمارات الجديدة في ظل التسارع العمراني ودورها في تحضير الأساس لظهور المرحلة العالمية. كما يعود بالنظر إلى الوراء مستكشفاً إرث العمارة المحلية وعمارة الحداثة في الإمارات وموقعه اليوم مشجعاً على الحفاظ عليه وتوثيقه إلى جانب جهود إعادة التبني.
كما يضيء المعرض بحسب القييمين على التحديات التي تواجه المصممين والمعماريين اليوم في الإمارات في تحقيق مهمتهم لإنجاز صلات بين الماضي والتعامل مع الإهتمامات المستدامة والهوية الثقافية اليوم في الإمارات.
إستعراض ما فات ليس بالأمر السهل في ظل غياب التوثيق لذلك فإن المعرض جمع صوراً ووثائق من كافة الأماكن إبتداءً من الملفات المنسية في شركات ومكاتب المصممين وحتى ألبومات الصور العائلية في بيوت الإمارات.
المعرض برعاية مؤسسة سلمى بنت حمدان آل نهيان، وبدعم من وزارة الثقافة، وتطور الشباب والمجتمع، أما القيّم على الجناح فهو الدكتور ميشيل بامبلينغ Dr. Michele Bambling.