ديزمند توتو يطالب بفصل المعماريين الإسرائيليين في مؤتمر الإتحاد العالمي للمعماريين في دوربان

6

في وقتٍ يشهد العالم أفظع الجرائم ترتكب بحق الأخوة الفلسطينيين في كل فلسطين وخاصةً في غزة، وفي وقتٍ يشهد العالم أشد درجات الصمت والتخاذل أمام هذه الفظائع، قام الناشط الحقوقي ورئيس الأساقفة إيميريتيوس ديزمند توتو Emeritus Desmond Tutu الحائزعلى جائزة نوبل للسلام عام 1984 بتقديم طلب إلى الإتحاد العالمي للمعماريين يحثهم فيه على تعليق عضوية المؤسسة الإسرائيلية.

ويأتي هذا التدخل مع إنعقاد مؤتمر الاتحاد بدورته العالمية الخامسة والعشرين في مدينة دوربان في جنوب إفريقيا في مطلع آب 2014 حيث يرأس المؤتمر توتو بنفسه.

 

وفي خطابه المؤثر في المؤتمر الذي يعقد كل ثلاثة سنوات خاطب توتو المجلس بقوله “لقد اجتمعنا هذا الأسبوع في دوربان في حين تغطي أخبار العالم المذبحة الحاصلة في غزة… لقد قمت بإدانة الفلسطينيين المسؤولين عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل لأن العنف ليس الحل لأزمات البشرية لكن عدم التناسب في ردة فعل إسرائيل كان فظيعاً للغاية”.

وقد قامت أنجيلا برادي Angela Brady الرئيسة السابقة للجمعية الملكية للمعماريين البريطانيين ريبا RIBA، والتي عرفت بموقفها من بناء المستوطنات وحملتها المستمرة ضدها، بالمحاولة لأجل فرض مجادلة حول مسألة التعليق على أجندة المؤتمر؛ الأمر الذي ووجه بالرفض حين قال المنظمون أنهم يرودون إشعاراً قبل عدة شهور لذلك وأخبروا ريبا أنهم “تجاوزوا المدة لتقديم الطلب الرسمي”.

 

1791222_Angela_Brady_webET1.jpg

 

ولكن توتو أخبر المجلس أنه: “يعتقد بأنه سيكون من المناسب أن يرسل الإتحاد رسالةً واضحة لدعم العدالة في فلسطين وإسرائيل من خلال تعليق مؤسسة المعماريين الإسرائيليين وتوقيفها من العالم”.

وقد قرأ خطابه رئيس معهد جنوب إفريقيا للمعماريين ليلقى ترحيباً من قبل برادي وداعميها بمن فيهم عضو قنصلية ريبا ياسمين شريف التي كانت حاضرةً في المؤتمر بقوة.

كذلك قال توتو أن “المعماريين كجزء من المجتمع المدني لابد وأن يتدخلوا في الفجوة التي يخلقها السياسيون والدبلوماسيون من أجل إقناع إسرائيل بإيجاد حلٍ سلمي يكون مقبولاً من كل من الإسرائيليين والفلسطينيين”.

وطلب من المعماريين الإسرائيليين بوضوح أن “يفصلوا أنفسهم بفاعلية” عن تصميم وإنشاء “البنية التحتية المتعلقة بإدامة الظلم بما فيها جدار الفصل وحواجز الأمن والمستوطنات المبنية على أرض فلسطين المحتلة”.

تأتي تعليقات توتو في ظل الصحوة التي أيقظتها ريبا RIBA في آذار الماضي 2014 حين صوتت قنصلية ريبا على طلب فصل إتحاد المعماريين الإسرائيليين IAUI من الإتحاد العالمي للمعماريين UIA على أرضية أن الأعضاء فيها كانوا شركاء في إنشاء المستوطنات الصهيونية على أرض فلسطين المحتلة أو بحسب تعبيرهم “أرضٍ محتلة بشكلٍ غير شرعي”.

الأمر الذي أثار حفيظة معماريين عالميين أمثال دانييل ليبسكيند وريتشارد ماير واللذان اعترضا بغضبٍ شديد على التصويت.

وقد تسبب ذلك لريبا بكثيرٍ من الخسائر المادية تجاوزت الـ 100 ألف جنيه إسترليني من عائدات الحجوزات والتبرعات إلى جانب المواجهات الإعلامية؛ حيث اتهمها رئيس الـ IAUI بـ “النفاق” بحجة أن “كثيراً من أعضائها يعملون في بلدانٍ تنتهك حقوق المرأة” على حد تعبيره.

إقرأ ايضًا