معرض خاص بأعمال زها حديد في باريس

10

هاهي أنثانا العربية، زها حديد، مرة أخرى في فرنسا، ولكن هذه المرة لتصميم معرضٍ يضم نتاجها الفني على مدى السنوات الأخيرة الماضية، فمن حق أول امرأة في العالم العربي تحصل على جائزة بريتزكر أن يكون لديها معرضها الخاص، ولم يكن هناك أفضل من باريس من خيار، وبذلك سوف يكون “معرض الهندسة المعمارية” أول معرض يتربع في جناح الفن المتحرك الشهير قبالة معهد العالم العربي.

فقد قامت شانيل بالتبرع بهذا الجناح لصالح معهد العالم العربي في أوائل هذا العام، رأفةً بحديد التي تعبت من التجوال ما بين هونغ كونغ وطوكيو ونيويورك منذ العام 2007، فقد حان الوقت لتستريح رائدة العمارة التفكيكية في معرضها الخاص، انطلاقاً من سياسية المعهد الرامية إلى التعريف بالمواهب العربية.

باختصار أرادت إدارة المعهد أن تعطي الآخرين لمحة عن عمارتنا العربية، وأكثر من ذلك، التأكيد على عالمية وديناميكية أعمالنا، والكلام لحديد نفسها، فنحن العرب مهتمون اليوم أكثر من ذي قبل بتنفيذ مبانٍ قادرة على استحضار تجاربنا القديمة، فهنا فقط سوف تخوض تجربةً غريبة مماثلة لتجربة الذهاب إلى بلدٍ جديد.

فمتحف الفن المتحرك ما هو إلا خطوة في تطور اللغة المعمارية الحديدية، فقد قامت حديد لأول مرة باستخدام أدوات نمذجة رقمية جديدة في محاولةٍ لرفد عملية التصميم بوجهٍ عصري، وقد شرحت بدورها هذه العملية “لقد استطاع التعقيد والتقدم التكنولوجي في مجال البرمجيات وتقنيات البناء بجعل عمارة جناح الفن المتحرك ممكنة، إنها لغة معمارية من الانسيابية والطبيعة تقودها تقنيات التصميم الرقمي بدلاً من الإكتفاء بمجموعة من الأشكال المكررة كتلك التي تطغى على عمارة القرن العشرين.

وقامت حديد بتصميم الجناح بالاستناد على اعتباراتٍ وظيفية للمعرض دون إغفال اللغة الرسمية للجناح، لتكون النتيجة تصميم غريب يجمع ما بين نظام الجناح العضوي وما بين هذه التعديلات الوظيفية، نجح باستثارة جميع من زواره على التوغل في أعماق المساحة الديناميكية، التي نجحت بدورها أن تجمع ما بين مختلف التناقضات… ما بين الداخل والخارج… وما بين الضوء والعتمة… وأخيراً ما بين الملامح الطبيعية والاصطناعية.

فلقد خطت حديد مجموعة من الخطوط الحيوية تتوزع في كافة أنحاء الجناح لتقود الزوار ما بين برامج البحوث التي أجرتها في السنوات الأخيرة… تزينها مجموعة من النماذج المعمارية واللوحات الفضية والإسقاطات الضوئية، فهناك فقط سوف تتعرف على مجموعة متنوعة من المشاريع من جميع أنحاء العالم، من مقاطعة سوهو التجارية في بكين إلى البرج الحلزوني في الحرم الجامعي في برشلونة، مروراً بمشروع متحف جوجنهايم في سنغافورة وبرج CGMCMA في مرسيليا وصولاً إلى مبنى Pierres Vives في مونبيليه.

كما وسيكشف المعرض أيضاً عن مجموعة من المشاريع المعمارية في العالم العربي مثل مركز أبو ظبي للفنون المسرحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبرج النيل في القاهرة ومشروع سيغناتشر تاورز في دبي وبرج الرباط في المغرب، علاوة على ذلك، سوف يعرض المعرض مجموعة من البحوث بتوقيع زها حديد التي تعتمد على النموذج الحدودي، فقد أرادات حديد من وراء هذ النموذج وضع إطار تصوري لتصميم النموذج الأولي من أي برج لاستخدامه فيما بعد كأساس لمجموعة من الأدوات الحدودية التي يمكن تطبيقها على عدد من الشروط المختلفة.

ومن الملفت قدرة نظام الجناح العضوي على تطويق كافة تلك المشاريع على اختلافها، فقد نجحت حديد بتفعيل المرونة ما بين مساحات الجناح دون إغفال الاعتبارات البيئية، فهناك فقط سوف يتمكن الزوار من اسكتشاف أعمال حديد على ثلاثة مستويات؛ أولاً اكتشاف جناح الفن المتحرك كبناء، ومشاهدة تصميم المعرض، وأخيراً التعرف على أعمالها الفنية.

ترجمة وتحرير هبة سميح رجوب

إقرأ ايضًا