ما مصير الحديقة الأولمبية في لندن؟

2

تجري أعمال البناء على قدمٍ وساق في حديقة الألعاب الأولمبية في لندن، حيث يتم تنفيذ كافة الكتل الرئيسية في وقتٍ واحد ولكن الحديقة ككل لا تزال في طور البناء وبالتالي لا يمكننا الحكم بعد على نجاحها، فعلى الرغم من كون الاستاد الأولمبي يستوعب نفس عدد زوار الاستاد الوطني في بكين أو Beijing Bird’s Nest إلا أنه (يبدو) من الخارج صغيراً على نحوٍ مخيبٍ للآمال.

يكشف التصميم الخادع عن أنبوب غاز معاد استخدامه كمثالٍ مبتكر على قدرة الموقع الأولمبي على استيعاب العديد من المواد المعاد تكريرها، من جهةٍ أخرى تجري التجهيزات الداخلية على خير ما يرام بقيادة معماريي Populous ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى المقاعد البيضاء والسوداء بوحيٍ من شعار الألعاب الأولمبية لعام 2012 الذي تتفجر منه الطاقة.

ويأمل القائمون على المشروع بأن تتحول هذه المنطقة الصناعية السابقة إلى ساحةٍ نابضةٍ بالحياة الطبيعية وزرع مجموعةٍ من الشجيرات البرية التي تنتشر على طول حافة المياه عادةً وقرابة 4,000 شجرة، أما وفي منطقةٍ مظللة أكثر قليلاً بين الاستاد الأولمبي والمركز المائي الذي قامت زها حديد بتصميمه سوف يتم زرع بقعة كبيرة بالأزهار البرية الذهبية التي من شأنها حقن اللوحة الأولمبية بالألوان، والتي يبدو بأنها بحاجةٍ ماسة لذلك في الوقت الراهن.

المحطة التالية هي ساحة كرة السلة إذ يمكننا رؤيتها على شكل فقاعةٍ مؤقتة بتوقيع Wilkinson Eyre وهي عبارة عن مساحةٍ مستطيلة مترامية الأطراف وذلك نظراً لارتفاع عدد المواقع الرياضية الذي يقارب عدد المواقع الرياضية المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، والتي سوف تقوم بمهمتها -والكلام هنا عن كامل الكتلة- ليعاد استخدامها في مكانٍ آخر بعد انتهاء الألعاب، ونلاحظ بأن المقاعد في هذه المساحة تقع قبالة ما يُعرف بقرية الرياضيين أو Athletes Village، أما المنطقة المحيطة بساحة كرة السلة فهو ميدان سباق الدراجات أو Velodrome.

يشهد هذا الميدان الأنيق بدون أدنى شك تطوراً متسارعاً بشكلٍ ملحوظ، فقد تم الانتهاء من رفع السقف ذي الانحناءة المزدوجة، ويجري الآن العمل على الكسوة الخشبية المعقدة في الواجهة الخارجية الكاسحة، وكالعديد من أجزاء الحديقة الأولمبية وعلى نحوٍ يشبه ساحة كرة اليد من تصميم MAKE فإن سقف الميدان يخيم على المنصة الرئيسية ويبرز له رأسين بارزين، من جهةٍ أخرى يتميز الميدان بوجود مسار BMX وهو عبارة عن طريق دائري يبلغ ميلاً كاملاً فضلاً عن مسارٍ لركوب الجبال والذي يبلغ ستة كيلو مترات دفعةً واحدة، كما سوف تحتفظ الحديقة الأولمبية من جهتها بمرافق ركوب الدراجات خاصتها ليستفيد منها العامة بعد انتهاء دورة الألعاب.

أخيراً من المستحيل أن نناقش تصميم الحديقة الأولمبية دون أن نعرج على مركز الألعاب المائية ذي السقف الرائع المتدفق -على الرغم من أنه في المرحلة الأولية من البناء- حيث نراه ينزلق عبر موقع البناء كمخلوقٍ بحريٍ مهيب دافعاً بكل من رآه إلى الإعجاب بفكر وإبداع المصممة زها حديد.

أما ورداً على من يشكك بنجاح هذا التصميم ننصحهم بالتروي والانتظار حتى تنتهي أعمال البناء وترتصف مقاعد المركز المؤقتة، فمجرد الكلام عن أن انحناءة السقف لا تطابق التصاميم الأولية هو حكمٌ مبكر، فقد بلغت نسبة المشككين حداً كبيراً مما دفع إلى القلق من أن المركز قد لا يَرقى إلى درجة التوقعات العالية من الجمهور الدولي.

إقرأ ايضًا