من كرواتيا “العمارة في وجه التمييز”

16

أتحفنا المشهد المعماري الكرواتي منذ بضعة أيام بجناح كرواتيا هذه السنة في معرض البندقية، وهاهو الآن يتحفنا من جديد بمؤتمر التسامح المعماري وهو عبارة عن ورشةٍ عالمية تمتد على أربعة أسابيع في كلية العمارة في مدينة سبليت ثاني أكبر مدن كرواتيا.

فقد فتحت ورشة العمل هذه أبوابها لاستقبال الطلاب والمهنيين الشباب حتى سن 35 سنة بتوجيهٍ من Hvroje Njiric المعروف كواحدٍ من أهم المعماريين في كرواتيا، بينما تضم لجنة التحكيم العديد من الأسماء اللامعة وهي على التوالي Ante Tomic الروائي الكرواتي والصحفي وكاتب السيناريو المعروف، و Zlatko Gall الكاتب والناقد الموسيقي، و Damir Rako المعماري المحلي الشهير، وأخيراً Gibonni المغني الكرواتي، وسوف يُرفع الاقتراح الفائز إلى عمدة المدينة لبناء المرحلة الأولى من المشروع.

يثير مشروع منزل التسامح الذي شنه طلاب كلية العمارة في سبليت مفهوم التسامح تجاه الأقليات الصربية في كرواتيا كنهجٍ إيجابي يحفز على التنوع الثقافي وانتشار أنماطٍ غير مسبوقة في عملية التنمية، إذ يكمن الخطر في آثارها السلبية كالتعصب والتمييز العنصري والتمييز على أساس الجنس فضلاً عن كراهية الأجانب التي باتت عبئاً لا مفر منه في عصرنا.

فقد كانت روح التحدي تملأ طلاب كلية العمارة في سبليت، حيث بنى الإمبراطور الروماني قصر Diocletian من قبل، وهاهو الآن يستعد القصر التاريخي لاستقبال منزل التسامح، ولذلك كان لا بد من البحث عن تصميمٍ مناسب لا يخلو من التعقيد نظراً لظروف البناء المعاصرة التي تأثرت الشيء الكثير بالثقافات المحلية والفرعية على حدٍ سواء.

أسئلة كثيرة كانت تدور في أذهان طلاب كرواتيا، كيف بمقدورنا أن نعبر عن هذه التركيبة وجعلها ذات بعد إنساني لتنسجم وتعدد الثقافات في قالبٍ معماريٍ مقيد؟

كيف يمكننا أن نعكس الحب من خلال العمارة… كيف نعبر عن قبول الأقليات… كيف نُعدّ التصميم ونجد موقعاً مناسباً في سبليت… كيف يمكننا استخدام القصر كملهمٍ… وأخيراً كيف يمكن أن نقحم الملامح المتوسطية كالارتجال والقدرة على التأقلم… كالاقتحام والمتعة وطبعاً سياسة عدم التدخل؟

ومع كل تلك الأسئلة تجدر بنا الإشارة في الختام إلى أن الموعد النهائي لتقديم الطلبات هو 24 أيلول 2010 عبر البريد الإلكتروني [email protected]

إقرأ ايضًا