في قلب منطقةٍ تعمها الأبنية المسقوفة بطابعٍ تقليدي وشققٍ فسيحةٍ ومنازل من طابقين منذ القرن السابع عشر في Schiedam بهولندا تقبع ثلاثة مبانٍ تضم 33 منزلاً متقارباً من تصميم شركة NIO architecten المعمارية. ورغم شدة التشابه بين الأبنية الثلاثة، إلا أن رغبة بعض السكان بتوسيع منازلهم بإضافةٍ غرفةٍ على السطح سيلغي فكرة التشابه والتطابق بين التصاميم الخارجية للأبنية. وهكذا نجد أن أولى ميزات تشابه المباني قد طُمست بوجود غرفةً علويةً تعلو هنا وهناك فوق السطح الذي يشبه شكل العين، وهذا هو السر الأول.
أما السر الثاني هو معرفة أن هذه المباني الثلاثة كانت دخيلةً على حيّ Groenoord-Zuid، إذ أن كل شيء فيها يبدو مختلفاً. فعلى نقيض المساحات الواسعة الخضراء التي تحيط مباني المنطقة، قامت هذه الأبنية الثلاثة باحتكار مساحاتٍ ضيقةٍ واستخدمتها كامتدادٍ للمساحات الداخلية أيضاً.
كما وعلى نقيض الشائع من وجود اختلافٍ بين واجهة المباني وشكل خلفيتها تميزت هذه المباني الثلاثة بأن لها واجهاتٌ فحسب. وعلى نقيض الحواف الصلبة القاسية للشقق التقليدية فلهذه المباني حوافها غير المنتظمة الناتجة عن خيار وجود علياتٍ في السقف. أما آخر تناقضٍ فهو أن الشائع القدرة على تخمين وعدّ الشقق داخل أي بناءٍ بينما في هذه المباني الثلاثة نجد الواجهات مصمتة غامقة لا تُظهر إن كانت تخفي ورائها منزلين أم عشرين منزلاً.
ويمكن تشبيه بنيتها ولونها الغامق كصخرةٍ مرميةٍ وسط مرجٍ معشب، ولكن صخرة مصمتة لا تعكس شيئاً للخارج فكل شيءٍ يحدث في الداخل. ومع ذلك، يضم كل مبنى ذلك المنزل الذي يحيد عن انطوائية بقية المنازل في المباني، وهو المنزل الحادي عشر من كل مبنى، والذي يملك بابين أماميين، وله مخزنٌ خارجيٌّ خاص ومنعزل، وله حديقته الخلفية الخاصة التي تم تصميمها كفناء، وهو المنزل الذي له أكبر مساحة أرض مقارنةً بالعشرة البقية. وهذا هو السر الثالث.
وقد استقى المشروع برمته اسمه من هذا المنزل فكان مشروع المنزل الحادي عشر The Eleventh house والذي يضم 33 منزلاً ويمتد على مساحة 3300 متر مربع وبتكلفة 3,600,000 يورو. وقد أبدعت شركة NIO architecten بإفعامه بطابع الغموض والسرية فكانت علامته المميزة.