نقلت الدنمارك قطعة من روحها إلى الصين… في معرض شغهاي

13

وأخيراً تم افتتاح معرض شنغهاي 2010، بعد أن كنا نراقب أجنحته كيف تحولت من طور التصميم كما تابعناها في arch-news إلى معارض متكاملة تعرض العمارة بحالتها الحالية من مختلف أرجاء العالم.

وقد كان الجناح الدنماركي من الأجنحة التي بدأت شركات BIG و ARUP و2+1 بتصميمه منذ عام، ولا يتميز التصميم بروعة معماريته من الناحية البنيوية فحسب، بل بالروح الدنماركية التي تعمه.

والجناح بشكلٍ أساسي عبارة عن شريطة كبيرة تلتف لولبياً، حيث يمكن للزوار قيادة واحدة من الـ 1500 دراجة المتوفرة عند المدخل، وهي فرصة لتعيش تجربة التجول في عمرانيةٍ دنماركية واقعية. أما في منتصف الجناح، فتوجد بركة كبيرة مملوءة بمياه ميناء كوبنهاغن “من أنظف مياه العالم”، حيث يمكن للزوار أن يسبحوا.

وستجد وسط البركة حوريةً صغيرة The Little Mermaid، وهو التمثال الذي أصبح رمزاً للدنمارك. وقد انتقل تدريجياً إلى الصين. وحسب تعبير المعماري Bjarke Ingels “قد قمنا بذلك لأننا وجدنا أنه من الأسهل أن ننقل حوريتنا The Little Mermaid إلى الصين على أن ننقل 1,3 بليون صيني إلى كوبنهاغن.”

وهذه صور يقدمها المصور المعماري Iwan Baan ومن بينها صورة لـ Bjarke Ingels نفسه وهو يقود دراجة ^_^ .

كما أن التصميم بأكمله عبارة عن وحدة واحدة على مساحة 3000 متر مربع، مكسوة بالستيل الأبيض ليبقي الأجواء داخلها باردة في أيام صيف شنغهاي لما يتميز به اللون الأبيض بالقدرة على عكس أشعة الشمس.

ويغطي السقف غلافٌ أزرق من نسيجٍ ضوئي معروفٌ في الدنمارك للممرات الدائرية. وفي الداخل، تغطي الأرضيات أنسجةٌ مضيئةٌ زرقاء أيضاً في الممرات اللولبية المخصصة للدراجات. أما الواجهات الستيلية البيضاء فمثقبة ومحفورة بطريقة تعكس ما يؤكده التركيب بأكمله بقدرته على تحمل الضغط.

ومن الملاحظ أن الكثيرين يسيئون فهم الإستدامة على أنها حركة الاحتجاج الجديدة التي لابد لها أن تجرح لتكون جيدة. إذ لا يفترض بك أن تنعم بحمامٍ طويلٍ دافئ لأن إضاعة كل هذه الكمية من الماء ليس بالأمر الجيد للبيئة. أو لا يفترض بك السفر جواً في رحلةٍ بعطلتك لأنك ستزيد من مشاكل التلوث التي يسببها إزدحام النقل الجوي.

وهكذا بدأ الشعور بأن حياة الإستدامة أقل مرحاً من الحياة العادية ينمو داخلنا تدريجياً. فإن كانت التصاميم المستدامة تشكل تحدياً كهذا، لا يمكننا تبنيها لأسبابٍ أخلاقيةٍ أو سياسيةٍ نقية. إذ لابد للتصاميم أن تكون حقاً أكثر جاذبيةٍ وترغيبٍ من بدائلها غير المستدامة حتى. ويعزز الجناح الدنماركي بشنغهاي فكرة قدرة مدينة مستدامة -ككوبنهاغن- على أن ترفع مستوى الحياة.

وبهذا نجد أنه جناحٌ يبهر زواره بتصميمه المعماري الجميل، ويستحضر روح الدنمارك إلى الصين، ويطرح فكراً رائعاً بأن الإستدامة لا تنفصل عن الجمال والمتعة.

إقرأ ايضًا