الحداثة في المنمنمات؛ وجهات نظر

10

“الحداثة في المنمنمات؛ وجهات نظر” هو اسم المعرض الذي بدأ المركز الكندي للعمارة باستضافته منذ الثاني والعشرين من أيلول الجاري وحتى الثامن من كانون الثاني في عام 2012، وذلك استكمالاً لمسيرة المركز كمركزٍ للأبحاث ومتحفٍ للعمارة في مدينة مونتريال الكندية.

حيث يتحرى هذا المعرض تلاقي فن التصوير الفوتوغرافي مع صناعة النماذج المعمارية في الفترة ما بين 1920 و 1960، وبتلقيه الدعم والرعاية من السيد دافيد ديرو، المحاضر الأكبر في كلية العمارة بجامعة ويستمينستر في لندن، يركّز المعرض على اعتبار تصوير النماذج المعمارية نوعاً فنياً قائماً بحد ذاته.

إذ يقترح المعرض وجود رابط لا يمكن فصله بين ما يسمّى “موجة النماذج” وانتشار وسائل الإعلام الذي أدى لوصول هذه المنمنمات إلى عامة الناس، وأدى في بعض الأحيان إلى اكتسابه نوعاً من التقديس لايزال موجوداً حتى يومنا هذا.

فبعد تراجعه لفترة من الوقت خلال القرن التاسع عشر بسبب التأكيد على أهمية الرسم الذي روّجت له تعاليم الفنون الجميلة إلى جانب ظهور تقنيات إظهار متدنية التكاليف، عادت ظاهرة صناعة النماذج المعمارية للظهور بشكلٍ واسع في بداية القرن العشرين، حيث أصبحت النماذج المنمنمة أداةً شائعةً في عملية تعليم التصميم وممارسته، كما أصبحت سمةً أساسيةً للحداثة المعمارية.

الجدير بالذكر هنا أن عودة ظهور التصوير الفوتوغرافي وكثرة استخدامه كوسيلةٍ توثيقية قد ترافقت بتوجه موجة الحداثة نحو الموضوعية، والبحث عن طرائق لنقل الأفكار بطريقة ثلاثية الأبعاد وإمكانية تفحّص مشروعٍ ما مع الزبون “من كافة الجهات”.

لجميع ما سبق ذكره ولظهور نمط تعبيرٍ بصري جديد من التقاء هذين العالمين بين 1920 و1960، جاء هذا المعرض ليكشف كل تلك الحقائق ويسلط الضوء على أهمية النماذج المعمارية المنمنمة من عدة وجهات نظر.

فمن خلال تحويل مجسم ما إلى سطح ثنائي الأبعاد تتحول الكاميرا إلى أداة تروج لعمارة عالمية تفضّل “تأثير الحجم” على “تأثير الكتلة”، سامحةً بالتلاعب بالصور المعمارية وجمعها ومعالجتها بأثيرات متعددة، هذا عدا عن نشرها بشكلٍ واسع في الكتب والمجلات.

إقرأ ايضًا