معرض مشاريع العمارة الخيرية في نيويورك

5

وجّه المعماريون في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين اهتمامهم الأكبر نحو العمل الإنساني، موظفين مواهبهم في تصميم مشاريع عملية لخدمة المحرومين، ابتداءً من ضحايا الأعاصير إلى سكان الأحياء الفقيرة. هذا بالضبط ما ركز عليه المعرض الهام باسم “نطاق صغير، تغيير كبير” الذي سيفتتحه متحف الفن الحديث (MoMA) في نهاية هذا الأسبوع، لتقديم 11 مثالاً على التصميم الإنساني الخيري عبر القارات الخمس.

قام بتنظيم هذا المعرض المراقب Andres Lepik والمساعد الوصي Margot Weller، حيث تتراوح المشاريع المقدمة في حجمها وأهدافها من سلسلة من المجمعات السكنية المصممة من قبل هاشم سركيس للصيادين في لبنان، إلى مدرسة ابتدائية صممها المعماري Francis Kéré لصالح قريته في بوركينا فاسو غرب إفريقيا.

يتضمن العرض أيضاً ثلاثة شبكات إنترنت (شبكة العمارة المفتوحة 1% وشبكة المعلومات العمرانية) تسهل التصميم الواعي اجتماعياً. فمن خلال الرسومات والنماذج والفيديوهات والصور لا يوضح المعرض كيف يمكن للتصميم الجيد أن يترك أثراً هاماً على المجتمع المحروم، وإنما يصور أيضاً عملية ابتكار هذه المشاريع.

هذا ويعد توقيت المعرض مناسباً جداً، فبينما استمر المعماريون منذ زمن كبير في القضايا الاجتماعية من خلال عددٍ من المجموعات اللاربحية المهتمة بالتصميم التي ظهرت في العشر سنوات الأخيرة، وخصوصاً “العمارة الأمريكية الإنسانية”، وهي إحدى المنظمات الشهيرة التي تم إطلاقها عام 1999 وتمتلك اليوم أكثر من 60 فرع حول العالم.

ففي عام 2002، أسس جون بيترسن مؤسسة “العمارة العامة” ومن ثم بدأت برنامجها باسم “برنامج 1%” الشهير لتشجيع الأعمال الخيرية. بينما انبثقت مجموعات أخرى نتيجة كثرة الكوارث الطبيعية؛ على سبيل المثال، تم خلق مجموعة بقيادة الممثل الأمريكي براد بيت استجابةً لإعصار كاترينا.

أما في ما وراء البحار، أدى فيضان شمالي فرنسا في عام 2001 إلى تأسيس “مؤسسة معماريي الطوارئ”، بينما قاد إعصار تسونامي الذي ضرب الهند عام 2004 إلى إنشاء مؤسسة Article 25 في المملكة المتحدة.

بينما يفترض البعض أن عرض متحف الفن الحديث مرتبط بالتراجع الاقتصادي الحديث، يؤكد Lepik على أن هذا ليس الوضع الحقيقي. حيث يقول: من خلال هذا المعرض، نحن لا نسعى وراء مقاومة الأزمات الحقيقية. بدلاً من هذا، نهدف إلى تفحص الحركة العالمية الناضجة التي تهدف إلى تطوير الأوضاع الإنسانية من خلال الحلول العملية والتصميم الجيد.

ثم يضيف Glenn Lowry مدير متحف الفن الحديث أن هذا المعرض يطلب من المتفرجين أن يدركوا دور ومسؤولية المصممين في القرن الحادي والعشرين.

ولهذا توصل القيِّمون على المعرض إلى نقطةٍ لم يعد فيها المعماريون مبهورون بإغراء اغتنام فرصة تصميم ناطحات سحاب مبهجة للزبائن ذوي الجيوب الملآنة. بالإضافة إلى أن الاقتصاد الهابط وضع حداً لترف المباني الكبيرة، ليسمح بتركيز الاهتمام على المشاريع الأكثر إيثاراً.

كما يوضح معرض “نطاق صغير، تغيير كبير: العمارة الجديدة للتعهد الاجتماعي”، يمكن أن تمنح المشاريع المتواضعة للمناطق غير المخدَّمة جوائز عظيمة لكلٍّ من المعماري والمجتمع.

ننوه أخيراً أنه سيتم افتتاح المعرض هذا الأحد، ليستمر حتى الثالث من كانون الثاني.

إقرأ ايضًا