برج يلتوي في نيويورك متحدياً جميع المعارضات

3

قامت لجنة المحافظة على المعالم الأثرية الشهر الماضي بمناقشة مشروع سكني-تجاري واقع في سوق Gansevoort في المنطقة التاريخية بنيويورك من تصميم المعماري Morris Adjami. وفي الوقت الذي لم تجد فيه اللجنة أي مصوتين للمشروع، وجّه أعضاؤها نداءً عاجلاً للمطوّرين للعمل عليه بهدف الحصول على الموافقة.

وهنا أثار المشروع العديد من التساؤلات حول طريقة ملاءمة ووضع مبنى معاصر في منطقةٍ تاريخيةٍ ما, خاصةً إن كانت فريدة من نوعها، كسوق اللحوم البائس ذي الأبنية منخفضة الارتفاع المتضمن للمبنى المعني.

وبالحديث عن المبنى نفسه، نشير إلى أن مواد البناء المستخدمة فيه تتلاءم مع منتزه “هاي لاين” المجاور، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه يلتوي بشكلٍ تصاعدي مرتفعاً من قاعدة مبنى السوق التاريخي, ويقدم إطلالةً أخرى على كلٍ من شارع 13th وشارع واشنطن. بالإضافة إلى إطلالته على فندق ستاندرد المجاور لـ هاي لاين.

وبضوء هذه الظروف جاء اقتراح المطور تاكونيك للاستثمارات بمساعدة Adjami عبر إنشاء مبنى شقق سكنية ملتف من سبع طوابق متوضعة فوق مبنى سوق من طابقين يعود تاريخ بناؤهما إلى عام 1938، ويطلان على كلٍ من شارع 13th وشارع واشنطن.

هنا تجدر بنا الإشارة إلى الناحية الإنشائية للمبنى، إذ يثبّت محور حجري ضخم الإضافة المحدثة, في الوقت الذي يلتف فيه كل طابقٍ داخل إطارٍ معدنيٍّ أسود مكشوف يطوّق الشقق والشرفات. وهنا يصرّح المعماري قائلاً: يكرّس هذا الموقع تحديداً نفسه لشيءٍ ديناميكي. ويجدر بنا الذكر هنا أن هذا المعماري هو مصمم مبنى 450 West 14th الذي جاء مؤخراً ليوسع منتزه هاي لاين.

يطل هذا المشروع على منتزه هاي لاين، ويعتمد على أشكال ومواد الكتل الصناعية هناك، وإذا ما قارناه مع جيرانه الأبعد -كفندق ستاندرد وطابع مبنى ويست تشيلسي المزركش- يبدو تصميم المشروع مقيَّداً بعض الشيء.

وعن جيران هذا المشروع، لم يقتنع أعضاء اللجنة بارتباط منتزه هاي لاين وفندق ستاندرد بمبنى Adjami على الرغم من وجودهما على مقربةٍ منه، وذلك بسبب وقعهما خارج حدود منطقة سوق Gansevoort في المنطقة التاريخية، حيث أبدوا قلقهم حول البرج المتوضع سابقاً فوق مباني السوق منخفضة الارتفاع. وجاء في تصريحٍ أحد أعضاء اللجنة، وهي مارغري بيرلمتر: أحتاج لقصة أفضل، فأنا بحاجةٍ لأن أفهم لم يجب السماح للمبنى بأن ينقلب إلى قاعدةٍ للبرج.

وهنا نشير إلى أنه وعلى الرغم من أن بعض أعضاء اللجنة قد أثنوا على كفاءة وسمات المشروع المعمارية, شعروا في الوقت نفسه أنهم غير قادرين على الموافقة عليه، بسبب تقيدهم بقوانين المحافظة على المعالم الأثرية. وهنا تقول عضوة اللجنة، ليبي رايان: لقد أحببت تصميم المشروع، وأتمنى أن يكون لديكم عملاء في أجزاء أخرى من المدينة, ولكن يا موريس، لقد كرهت أن أجبر على قول ذلك، ولكن ليس هنا.

وبين الرفض والإيجاب، يبدو أن بعض مجموعات المجتمع والمحافظة على المعالم قد تضاربت آراؤها أيضاً، فتارةً تثني على التصميم، وتارةً أخرى تطرح تساؤلات حول كيفية ملاءمة المشروع للموقع.

ومع كل هذا، ظل المعماري ملتزماً بمشروعه حتى الآن، حيث من المتوقع أن يقدّمه مرةً ثانية مع تعديلاتٍ طفيفة على الشكل، على الرغم من التصويت معه أو ضده. أخيراً يقول المعماري: يحتاج كل من هذه المشاريع لأن يتم تقييمه وفقاً لسماته الخاصة وجدارته. فالوقت لا ينتهي عندما يكون لديك مهمة ما, وأنا أشعر بثقة كبيرة بهذا التصميم، ولكنّي آمل بأن نجد طريقةً ليبقى مستمراً.

إقرأ ايضًا