فدانٌ واحد فقط ينقذ ساحة أروندل في لندن

6

يبدو أن ساحة أروندل القديمة في لندن لم تكن لتنتهي أبداً، فقد استهلك بناء جهاتها الثلاث 150 عاماً قبل أن يعلن المسؤول عن تطويرها من العصر الفيكتوري إفلاسه، في الوقت الذي تقوم به محطة نورث لندن لاين للسكك الحديدية باحتلال الجزء الجنوبي من الحدائق المركزية وتدمر في طريقها تماثل الساحة، ولكن وأخيراً، جاء القرار حاسماً فيما بعد بردم مسارات المحطة للحصول على فدانٍ إضافيٍّ وإكمال هذه الساحة الفيكتورية.

وفي سبيل ذلك قام المعماري بيل توماس -من شركة بولارد توماس إدورادس- بشراء قطعة أرضٍ صغيرة على طول المحطة في عام 1993، ومن ثم باشر العمل في مبادرته العمرانية المضنية في الحصول على جسور السكك الحديدية المجاورة والتفاوض مع شركات السكك الحديدية وحشدٍ غفيرٍ من الأطراف المعنية… وبالفعل بدأ البناء في عام 2006.

ولكنه استغرق في المقابل أربع سنواتٍ من العمل الجاد، إذ واجه فريق العمل تحدياتٍ جمة أبرزها يتعلق بهندسة المشروع، فقد تطلب ردم مسار السكة الحديدية أكثر من 76 رافدة فولاذية على عمق سبعة أقدام، ومن ثم كان لابد من تغطيتها بلوحٍ إسمنتي يمتد حوالي 85 قدماً على دعائم من الإسمنت المسلح.

وبذلك تم تحصيل الفدان المطلوب والانتهاء بالتالي من ساحة أروندل، التي تم تزيينها بمبنىً سكني معاصر من 146 شقة تمتد على ست طوابق تطل جميعها على الحديقة المركزية التي قام فريق العمل بمضاعفة حجمها أيضاً، أما تصميم المبنى فيستند على حجم وتعقيد المباني القائمة من العصر الفيكتوري المحيطة بالساحة.

فعلى سبيل المثال يبرز الإطار المصنوع من الحجر الجيري أمام الواجهة الزجاجية الكبيرة التي تبرز عنها أيضاً شرفاتٌ ساحرة بألوانٍ مشرقة، حيث تم تصميم الواجهة الحجرية لتحاكي المنازل القائمة المشيدة باستخدام الجص.

لقد استطاعت ساحة أروندل أن تؤكد قدرة الهندسة الجريئة والتصميم الدقيق على تعزيز البيئة العمرانية، وتوضح أيضاً كيفية إقحام مبنىً حديث ضمن سياقٍ تاريخيٍ.

إقرأ ايضًا