إثنان وأربعون معماري لإنشاء حديقةً في السويد!

9

قامت السويد بإطلاق شارة البداية لتنفيذ حديقةٍ عامةٍ جديدة في موقع UNESCO World Heritage في مدينة Falun، حيث تقع هذه الحديقة ضمن الأراضي المحيطة بجبل Great Copper في غرب مركز المدينة، وقد تم تصميم هذه الحديقة هنا بالذات في محاولةً للاستفادة من الطابع المميز للأراضي التاريخية، إلى جانب تقديم احتياجات رواد الحديقة المحددة جداّ على وجه الخصوص، لتكون بذلك من أهم الحدائق المميزة باحتوائها على خشبات التزحلق.

وبالحديث عن الموقع الفريد للحديقة، فإن جبل Great Copper والأراضي ذات المخزون الثقافي تقوم بتصوير واحدةٍ من أهم مناطق التعدين وإنتاج المعادن في العالم، وذلك تبعاً لبيانٍ أصدرته اليونسكو، ويظهر تاريخ المنطقة جلياً في التصميم الذي عمل على تنفيذه شركة حديثة العهد في لندن، حيث تبدو الحديقة وقد تم اجتثاثها من قلب الأرض لتغطي ما يقارب 6,200 م2.

أما بالانتقال إلى تصميم الحديقة، فقد تم استخدام الاسمنت والغرانيت في إكساء منطقة خشبات التزحلق، إلى جانب المساحات العشبية والنباتات والطرق المفروشة بالحصى وأكوام الخبث التي تم تطبيقها بهدف خلق مساحاتٍ للاستخدام العام.

وبالإضافة لذلك تهدف الحديقة لأن تكون مركزاً ثقافياً قائماً بحد ذاته في قلب المدينة، حيث يلتقي التاريخ العريق للأراضي المشهورة باستخراجها للمعادن مع الثقافة الحديثة والفتية والحية لخشبات التزحلق.

وبالطبع تجدر بنا الاشارة إلى أن الحديقة تخضع حالياً لمناقصةٍ عامة، حيث يتوقع الانتهاء منها بحلول صيف 2010.

وبالانتقال للحديث عن شركة42 architects التي تبنت عملية التصميم، نستطيع القول بأنها شركة تصميمٍ فتية مقرها في لندن، تم تأسيسها من قِبل Johan Berglund الحائز على شهادة التصميم المعماري من كلية Bartlett للعمارة، وعلى ميدالية Sir Bannister Fletcher- UCL- لبلوغه أعلى معدلٍ في شهادة الدبلوم، بالإضافة إلى نيله الميدالية الفضية من RIBA كنوعٍ من التقدير لفنه، وجوائز مثل iGuzzini و SOM، فقد حصل على خبرته العريقة من خلال تنفيذه عدة مشاريع عامة في السويد والمملكة المتحدة والشرق الأوسط.

أما عن صعوبة إيجاد فرصٍ للعمل يتحدث Berglund “أعتقد بأن معظم المعماريين يعلقون الآمال العريضة على مشاريعهم، ولكن الأمور لا تجري دائماً على النحو الذي يرغبون، وبالأخص الشركات الفتية مثل شركتنا والتي لا تملك سجلاً حافلاً، ولذلك وجدنا بأن استخدام القنوات الإعلامية لتعزيز مكانة الموقع في أذهان الناس، هي الطريقة المثلى لاجتثاث المشاريع من القاع.

وتذكرنا هذه الإستراتيجية بالطريقة القديمة التي كنا نستخدمها عندما كنا طلاباً، فقد كنا نقوم بانتقاد وتحدي كل ما هو مفروض بهدف خلق التغيير، ولكن الفرق هنا بأننا نقوم بذلك ونحن مدعّمين بالتجربة المهنية الأكثر قوةً والأكثر إقناعاً، كما لا يجدر بنا أن لا ننسى الصعوبات المالية التي تقابل رواد هذه المهنة، فقد واجهنا الكثير من الصعوبات حتى وجدنا أنفسنا نمارس مهنة وفن الإعمار، فهنا يجب أن تكون دائماً على أهبة الاستعداد ولو تطلب الأمر بقاءك واقفاً على أطراف أصابعك!

إقرأ ايضًا