متحف NHM العريق في لوس أنجلوس يرتدي حلةً معاصرة

2

اتخذت شركة CO Architects المعترف بها محلياً وعالمياً، ومقرها لوس أنجلوس على عاتقها تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة خارج وداخل البلاد ومن بينها جامعة كاليفورنيا وكليات كليرمونت ومركز Palomar الطبي وجامعة لوس أنجلوس الموحدة، وهاهو فريق العمل ومن لوس أنجلوس يواصل عملية ترميم وتحديث متحف التاريخ الطبيعي في مقاطعة لوس أنجلوس NHM، إلى جانب توسعة وإعادة تنظيم شمال حرم المتحف والذي يعود تاريخه إلى فترة العشرينيات من هذا القرن.

فقد تمّ رصد مبلغ 30 مليون دولار أمريكي لتجديد عناصر المشروع والتي تتمثل في إعادة تصميم الواجهة الأمامية مع جسر الدخول ومدرجات المشاة والمناطق العامة، بالإضافة إلى مرآبٍ جديد للسيارات من طابقين وإعادة تنظيمٍ للأراضي الطبيعية التي تضم بدورها 3,5 فدان من المساحات الخضراء والحدائق ومساحات التعليم الخارجية، حيث تمّ زرع الحديقة الخارجية بالتعاون مع شركة تصميم الأراضي الطبيعية Mia Lehrer + Associates، والتي ما تزال حالياً قيد الإنشاء، ويتوقع الانتهاء منها بالتزامن مع افتتاح شمال حرم المتحف من 2011 حتى 2012 ويشرف عليها شركة Cordell التي تدير المشروع.

ويتوقع أن تقلب الشركة العريقة الموازين في متحف NHM وتجعل من المبنى العريق الذي يعود تاريخ بنائه لعام 1913 تحفةً معمارية بكل معنى الكلمة، بقيادة مدير الشركة ومدير المشروع Jorge de la Cal زميل المعهد الأمريكي للمعماريين AIA والحاصل على شهادة LEED AP للمعتمدين المحترفين، بالاشتراك مع المدير المساعد ومصمم المشروع Fabian Kremkus والزميل في AIA أيضاً.

وبالفعل فقد بدأ المتحف بتلقي الجوائز حتى قبل الانتهاء من تنفيذه، فقد حصل في عام 2006 على جائزة تجديد وتحسين البناء العريق منذ 1913 على الرغم من أنها المرحلة الأولى فقط من التطوير على نطاق المؤسسة، والتي تتضمن بما في ذلك البدء بتنفيذ معارض جديدة رئيسية رائدة.

وبانتظار الإعلان عن الانتهاء من عملية التطوير هذه في الذكرى المئوية لتأسيس المتحف في عام 2013، تستمر شركة CO Architects بحصد الجوائز، وآخرها جائزة الحفاظ على التصميم من مؤسسة الحفاظ على كاليفورنيا، وجائزة لوس أنجلوس للحفاظ على التراث المعماري من بلدية لوس أنجلوس.

وفي حين كانت تبدو التغييرات غير مرئية بالنظر إلى المبنى العريق؛ حيث جاءت التعليمات بتحديث وإنعاش جوهرة الفنون الجميلة وبنيتها التحتية دون أن يؤثر ذلك على مظهرها، فإن محاولة CO Architects لتجديد شمال حرم متحف NHM سوف تكشف عن تجديدٍ واضح للواجهات ونقاط الدخول والخروج إلى جانب المناطق العامة ومساحة المعرض، وفي المقابل سوف تقوم عملية إعادة تصميم شمال حرم المتحف بإثراء تجربة الزائر، والمشاركة مع رواد المتحف داخل المعرض وفي المساحات الخضراء الخارجية والجوار عموماً، فضلاً عن تجسيد هذا التفاعل في شخص المتحف.

حيث نلاحظ بأن مدخل المتحف من الجهة الشمالية يقابل جادة Exposition المحمومة، ويمكن الوصول إليه بسهولة عن طريق وسائل النقل العامة، فوفقاً لخدمة السكك الحديدية ومترو الأنفاق، سوف يتم افتتاح محطة Expo Park/USC Station وهي محطة مترو لوس أنجلوس الجديدة بحلول 2011، أما الواجهة التي أعيد تصميمها في فترة السبعينيات، والتي انتقدها de la Cal بقوله “إنها على الأغلب ذات طبيعة قاسية وليست مغرية على الإطلاق”، فتتراجع من جهة الشارع، ولذلك كانت إعادة تنظيم المدخل من أولى مهام CO Architects بهدف خلق مدخلٍ يستحوذ على إعجاب الزوار القادمين، بالإضافة إلى أراضٍ طبيعية عمرانية خاصة بالمارة، وذلك من خلال هدم الشرفات الإسمنتية التي شكلت نهج المتحف، والتنقيب في شمال حرم المتحف عن أفضل ممرات الوصول وتوزيعها على طابقين.

كما ويعتبر جسر المشاة في الساحة الأمامية إحدى أهم السمات البارزة في تصميم NHM الجديد، حيث يقودنا الجسر الذي نراه مقوساً على شكل فك حوت، من رصيف المشاة إلى الطابق الأول من المتحف، فقد ارتأى Kremkus تجسيد فكرتين مزدوجتين عند تصميم الجسر؛ الهيكل العظمي للحوت وموطنه جزر Frisian في ألمانيا، حيث ربابنة السفن يقومون بنصب هياكل الحيتان الضخمة أمام منازلهم للتفاخر بين أفراد مجتمعهم.

هذا وقام فريق عمل CO Architects أيضاً بجعل الأراضي الأمامية للمبنى تتدفق بسلاسة على ما كان يعرف سابقاً بالقبو، وأخيراً فإن المساحات الداخلية والخارجية سوف تتقاطع على طول مستوى الشارع، بما في ذلك أماكن إصدار التذاكر والاستعلامات، كما وسوف يمتد مطعمٌ جديد إلى خارج الفناء في الهواء الطلق.

وعلاوةً على ذلك نلاحظ حصول بعض التجديدات على واجهة المتحف الجنوبية والتي تتضمن مصعداً زجاجياً ونوافذ كبيرة في قاعات المعرض إلى الشرق، بما في ذلك القاعات التي سوف تضم الديناصورات، والتي من شأنها إدخال ضوء النهار إلى تلك المعارض للمرة الأولى.

من جهةٍ أخرى قام فريق العمل بتصميم مرآبٍ للسيارات من طابقين؛’ واحدٌ منهما تحت الأرض ويرتفع الثاني فوقه على شكل شبكةٍ يمكنها أن تستوعب حتى 221 مركبة مع الحفاظ على المساحات الخضراء الموجودة في الخطة الرئيسية مسبقاً، وقد تمّ اختيار هذا الموقع بالذات ليشغل المرفق المزهر على شكل كرمةٍ، للحد من أعداد المشاة المتدفقة في الحرم الشمالي، في حين تمّ تصميمه للاستفادة قدر الإمكان من الضوء والتهوية الطبيعية، حيث نلاحظ بأن القرميد الزجاجي الدائري والسميك قد تمّ إقحامه في طوابق وممرات المتحف بهدف السماح لضوء النهار أن يتدفق بين الطوابق ومن الخارج.

ويوجد هنالك أيضاً حاجزٌ أخضر من 12 قدم تمّ ابتكاره لإرشاد السائقين إلى أماكن دخول الحافلات في النهايات الشمالية والجنوبية من الكتلة، في حين تقوم عيناتٌ طبيعية من أشجار الرانتج أو الحشرات وأوراق الشجر وما إلى ذلك بتحديد أماكن وقوف السيارات، وفي هذا الصدد يعلّق Kremkus قائلاً “إنها إحدى الطرق التي تجعل الزوار يشعرون بالترحيب في المتحف لحظة دخولهم إليه، إما سيراً على الأقدام أو في سياراتهم.”

أما وكنتيجةٍ لإعادة نظر فريق CO Architects في شمال حرم المتحف، فنلاحظ ظهور حوالي 3,5 فدان من المساحات الخارجية خاصة بالبرامج التعليمية وتجربة “البرية العمرانية” في نفس الوقت، والتي تعهدت تصميمها شركة Mia Lehrer + Associates وأرادت بذلك مشاركة الزوار بشكلٍ حيوي في عملية التمثيل التفاعلي بين بيئات لوس أنجلوس، وتسليط الضوء على النباتات والحيوانات المحلية وفقاً لروح التنوع البيولوجي العمراني والعلوم المنزلية، حيث ستقوم المساحات الخضراء النابضة بالحياة بجعل المتحف يتخذ أبعاداً مختلفة بالنظر إلى علاقته مع الطبيعة حتى يصبح جزءاً لا يتجزأ من منطقة حديقة Exposition.

وفي الختام نجد أن معماريو CO Architects قد نجحوا وبجدارةٍ بجعل متحف التاريخ الطبيعي في مقاطعة لوس أنجلوس حجر الزاوية في حديقة Exposition على الرغم من ملايين الأعمال الفنية التي تزين تاريخ لوس أنجلوس عبر قرون مضت، وهاهو الآن جاهزٌ ليستقبل الحياة العمرانية في القرن الحادي والعشرين بوجهٍ جديد ومعاصر.

إقرأ ايضًا