على غير عادة، جاء هذا المنزل تلبيةً لرغبة المصمم نفسه، فالمعماري الشهير James Finnie هو المالك والمصمم في آن واحد، فعلى الرغم من الميزانية المتواضعة والموقع الضيق المتحدّر، فقد استطاع هذا الصندوق الأبيض الصافي أن يلبي متطلبات الزبون، أي المصمم وزوجته، بالاستعانة بمواد البناء الأساسية والخطة الذكية التي تعتمد على المساحات المفتوحة.
ونتيجةً لهذه العوامل مجتمعةً يظهر هذا المنزل البسيط على شكل صندوقٍ مستطيلٍ من طابقين بوحيٍ من منازل Cape Dutch Long House التي تعود إلى القرن الثامن عشر، حيث يقبع مقابل المنحدرات الجبلية الوعرة لخليج Hout Bay خارج حدود كاب تاون في جنوب إفريقيا.
أما وبالوصول إلى المنزل، سوف يلحظ الزائر التصميم المفتوح للطابق الأرضي والذي من شأنه تأمين مساحة ترفيهية مستقلة تبلغ حوالي عشرين متر، بينما وابتداءً من الباب الأمامي سوف تتابع المساحات من صالة المطبخ إلى غرفة الطعام وحتى مساحة العمل المتعددة الوظائف، والتي يمكن فصلها عن مساحة المنزل الرئيسية بواسطة ثلاثة أبواب انزلاقية مرتفعة بالكامل.
كما ويعتبر البار الموجود في المطبخ أهم أجزاء المنزل، فقد تم توجيهه نحو فتحة زجاجية ضخمة مغطاة، والتي تشرف بدورها على غطاء من الأشجار ووادي خليج الحوت، في حين تقوم الأبواب المصنوعة من الألمنيوم والزجاج بارتفاع ثلاثة أمتار وبعرض اثنا عشر متراً بالانزلاق بشكلٍ كامل، الأمر الذي يسمح بتدفق المساحة على الشرفة المثبتة من طرفٍ واحد، ويؤمّن في الوقت نفسه مكاناً مميزاً للجلوس والاستمتاع.
بينما يسترعي انتباه الزائر وإلى جانب المطبخ المميز، المساحة ذات الارتفاع المزدوج والمخصصة للمعرض بالإضافة إلى غرفة الطعام، والتي تضم درجا ًطويلاً يؤدي إلى غرف نوم العائلة في الأعلى، كما وقد ساعدت تقنيات التصميم البسيطة على تدفئة المنزل في فصل الشتاء وإبقائه باردا ًما أمكن في أشهر الصيف الملتهبة.
كما نلاحظ غلبة ملامح العمارة المستدامة على تصميم المنزل، فقد قام المصمم بتأمين نظام لتسخين المياه باستخدام الطاقة الشمسية بهدف تخفيض استهلاك الكهرباء، والتقليل من تكاليف التدفئة ما أمكن، في حين تقوم المراوح المثبتة في السقف بتوزيع نسمات من الهواء المنعش في مساحات المعيشة والمنامة الرئيسية.
وبالانتقال للحديث عن المواد المستخدمة في تصميم المنزل، فقد تم استخدام الزجاج، وبغض النظر عن قيامه بتأطير مشاهد الأراضي الخضراء الساحرة، كان الهدف الرئيسي منه السماح للضوء بالدخول في فصل الشتاء إلى المنزل ذي المساحة الضيقة، بالإضافة إلى قيامه بتدفئة الطابق الحجري المكشوف، في حين يقوم الغطاء الأخضر في الخارج بتظليل المكان، بينما تقوم النوافذ العالية بإدخال الهواء الساخن إلى منطقة المعرض المزدوجة الارتفاع.
وأخيراً يمكننا القول بأن هذا المنزل الاستثنائي يبدو جميلاً في بساطته ووفياً لصورته، حيث تشترك جميع الصناديق الواسعة فيه والمضاءة..الأنيقة والبسيطة بإضفاء البهجة والصفاء على حياة قاطنيه، فهل يا ترى يمكن لهذا المنزل البسيط أن يثير غيرة اللاهثين وراء التصاميم المعقدة والمترفة؟