الرفاهية تتكلم في فندق Mandarin Oriental في برشلونة!!

4

تلقت مؤخراً المصممة الاسبانية Patricia Urquiola موجةً من المديح والتي طالما اعتادتها المصممة الشهيرة بعد كشفها النقاب عن تشكيلةٍ جديدة من المفروشات الرائعة ابتداءً من المفروشات الخارجية المنسوجة من الأغصان المنتفخة وحتى حوض الاستحمام الإيروديناميكي الهوائي، فهذه المفروشات المميزة جاءت تلبيةً لرغبة الزبون والتي جاءت على شكل قائمةٍ تضم أشهر مصنعي المفروشات أمثال Agape و Axor و B&B Italia و Flos و Hansgrohe و Kartell و Moroso.

حيث احتلت هذه التشكيلة الاستثنائية أرجاء فندق Mandarin Oriental في مدينة برشلونة الاسبانية وهو الفندق الأول الذي تقوم Urquiola بتصميمه على طول سنين حياتها المهنية، ويبعد هذا الفندق الفريد على بعد 500 ميل من منزل المصممة الأول، كما وقد جاء هذا المشروع نتيجةً لتعاون مشترك مع المصمم Carlos Ferrater من شركة Ferrater & Asociados بالإضافة إلى المصمم Juan Trias de Bes مؤسس شركة Juan Trias de Bes TDB Arquitectura، فقد قام الثلاثة بالفوز في المسابقة الحاصة بتجديد المبنى القديم للبنك، والذي اختارته سلسة الفنادق الشهيرة ليضم أول فندقٍ لها في اسبانيا.

كما وقد حاولت المصممة بالعناية بأدق التفاصيل أثناء تصميمها للفندق الفخم ابتداءً من تفاصيل المداخل وكراسي المطعم وانتهاءً بالبلاطات حول بركة السباحة، حيث يلحظ الزائر إدراك Urquiola ووعيها بالمكان، فبنك Banco Hispano Americano ذو الطوابق التسعة والذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1955، بات يشغل الآن فندق Mandarin Oriental تماماً في قلب المركز التجاري في برشلونة، والذي يعد إحدى أهم الشوارع في المدينة على مقربةٍ من شارع Passeig de Gràcia الشهير.

ففي هذه البقعة الفريدة تظهر الواجهة الحجرية لتقود زوار الفندق من خلال ردهة الدخول الذهبية المصنوعة من الألمنيوم، والتي تأخذنا بالذاكرة نحو الواجهات الملتفة بالمعدن والتي تنتشر في المدينة، كما ويلحظ الداخل إلى بار الفندق الأبواب الفولاذية المصنوعة على شكل صناديقٍ والتي تغطي السقف والجدران.

أما الأمر الجدير بالذكر غلبة التفاصيل الآسيوية على الفندق، على نحو ٍشبيه بفندق Mandarin Oriental الموجود في هونغ كونغ ولكن بطابعٍ غربي، وعن هذا الأمر تشير Urquiola قائلةً “لا يوجد هناك أي إشارات إلى الأسلوب الصيني chinoiserie على الإطلاق”، ولكن يسترعي انتباه زائر الفندق لوحة زيتية بريشة فنانٍ صيني معاصر تتدلى إلى الخلف من طاولة الاستقبال، أما وفي المطعم الرسمي، تتفتح أزهار البرتقال على سجادةٍ من الحرير والتي تكملها سحبٌ ذهبية على أجزاءٍ من السقف، وعنه تتابع المصممة “وكأنها السماء في الداخل.”

فقد لعبت المصممة على فكرة الحواجز الآسيوية التقليدية من خلال ابتكارها نسخاً هندسية من هذه الحواجز والتي باتت تحتل البوابة والردهة المزدوجة الارتفاع والمزودة بملقف، بينما نلاحظ في غرف الضيوف التسعة والثمانين بأن الجدران قد تم تزويدها بستائرٍ مطرزة بالأزهار المستشرقة، في حين تبدو خزائن الثياب بوحيٍ من الصناديق اليابانية المطلية بالورنيش.

وعلى نقيض غرف الفندق التي تحظى بضوء الشمس، يبدو رصيف المنتجع البالغ حوالي 11,000 قدم مربع مظللاً بالكامل، وعن هذا تشرح لنا Urquiola “لقد قمنا برمي البطاقة المعاكسة فيما يتعلق بالمنتجع والذي يبتعد عن التقليدية تماماً”، حيث تم تصميمه على شكل كهف يظلله سقفٌ أسود، في حين تم رصف حوض السباحة بأحجار الغرانيت السوداء، بينما تقوم سلسلةٌ من الستائر بحجب غرف العلاج الثمانية في حين تقوم الجدران الزجاجية الخضراء بإضفاء الوهج والإشراق على المكان.

وأخيراً، يمكن مشاهدة مفروشات Urquiola في كل مكان، فهاهي تتدخل في كل التفاصيل حتى السجاد، وتستحق بذلك أن تختم لنا خبرنا بقولها “إن الترف بالنسبة لي يتمثل في الاستمرارية، فزائري الفندق يجب أن يعوا بأن كل شئٍ قد تم اختياره بعناية ابتداءً من مقبض الباب في الردهة وحتى أدوات المائدة في المطعم من تصميم Gio Ponti.”

إقرأ ايضًا