في ظاهرها حمامات… ولكنها مشروع إعادة تأهيل كافة مرافق القرية الهندية الصغيرة

1

قد تبدو فكرة مشروع Delwara Community Toilets غريبةً نوعاً ما بالنسبة لنا، ولكنها ملائمةٌ تماماً لمتطلبات قريةٍ فقيرةٍ مثل Delwara في الهند. والتي افتقرت لسنواتٍ طويلةٍ لوجود الحمامات فيها، وهنا لم تساعدهم شركة Vir.Mueller Architects بتصميم وإنشاء الحمامات فحسب، بل جعلته مشروعاً يخصّب أراضيهم ويوفر لهم المياه.

وهكذا فقد صممت شركة Vir.Mueller Architects المعمارية الهندية لسكان القرية، في مقاطعة Rajasthan الريفية في الهند، حمامات عامة. وتشتهر الهند بحيوية المشاريع الصحية إلا أن المنطقة هنا بالذات لطالما افتقرت لمرافق كهذه. وعلى هذا الأساس طلبت المؤسسة الدولية في الهند من الشركة المعمارية أن تصمم لهم نموذجاً، على أمل أن ينتشر التصميم الجديد قريباً في المنطقة كلها، وأن يساعد كل العائلات القاطنة في Delwara.

وكان من الذكاء بمكان أن عمد مصمموا شركة Vir.Mueller Architects على عقد الكثير من الاجتمعات وتبادل الأفكار والأحاديث والمقترحات مع المواطنين المحليين في القرية للحصول على قائمةٍ بأهم المعايير الواجب توافرها في التصميم بناءً على متطلبات واحتياجات السكان. وهكذا وجدوا التصميم الذي يمكن بناءه محلياً ولا تصدر عنه أية ابنعاثات. والأهم، أنه لا يلوث المياه الجوفية لوجود خزاناتٍ تحتفظ بالمياه الملوثة تحت الحمامات مانعةً تسربها إلى التربة والمياه الجوفية.

وكان أهم ما فكر به المعماريين تبعاً للبيئة الجافة في المنطقة والمناخ العام في الهند هو أن يخلقوا حماماً يٌنتج الأسمدة الجافة، حيث يُساعد التصميم بنقل البول إلى أحواضٍ مزروعةٍ في الموقع، أما المخلفات الصلبة فسيتم جمعها في براميل مانعة للتسرب، ثم تًترك لتجف تحت أشعة الشمس ثم يتم رشها كأسمدة.

أما أسقف الحمامات فقد تم تغليفها بالمعدن “وهو معدنٌ من تلدين الأيدي المحلية بأن ضربوا البراميل وخزانات النفط حتى جعلوها مسطحة” وتنتصب فوق أعمدة الخيزران بشكلٍ مائلٍ لتجمع مياه الأمطار وتصبها إلى أحواضٍ حجريةٍ مصنوعةٍ أيضاً بأيدٍ محلية. ويمكن استخدام مياه الأمطار المتجمعة في الأحواض للغسيل والاستخدام اليومي ولري الخيزران والأعلاف اليومية.

وهكذا لا يمكننا أن نعتبر المشروع مجرد حمامات لأهل القرية إذ جلب لهم الكثير من النشاطات الاجتماعية المفيدة. وقد راعى المصممون في اختيار موقع المشروع أن يكون قرب القوس الذي يجتمع الناس تحته في تجمعاتهم العامة، وتقريبه من أقرب موقف باص أيضاً لضمان الاستفادة الدائمة من للحمامات.

وقد لاقى المشروع ترحيباً واستحساناً من أهل القرية لأنه استجاب لحاجاتهم، وكانت فكرة التواصل معهم واستشفاف التصميم من أفكارهم عملاً ناجحاً بحد ذاته، وأنتج مرفقاً جديداً ناجحاً وعملياً لأهل القرية.

وقد أُعجب القروين –والنساء تحديداً- بفكرة الحمامات الجافة المعارضة لفكرة الحمامات المعتمدة تماماً على المياه ومصارف المياه. وبالنسبة لهم كأشخاصٍ لم ينعموا بحماماتٍ من قبل لم تكن لديهم أية فكرةٍ أو تحيزٍ تجاه الحمامات التقليدية. فنتح عن هذه التقنية المتواضعة في تصميم حماماتهم الجديدة أنظمة حفظٍ للماء تبدو في غاية التلائم مع بيئتهم الصحراوية المفتقرة للمياه.

إقرأ ايضًا