المعمارية الحديدية… فنانة اليونسكو للسلام

14

تم تكريم المعمارية العراقية البريطانية “زها حديد” في الرابع والعشرين من حزيران بلقب “فنانة اليونسكو للسلام” من منظمة التربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” لتسخيرها نفوذها وسمعتها العالمية في سبيل تعزيز المثل العليا للمنظمة، وخاصةً بخلقها ظروف الحوار بين الحضارات، وبين الناس وتراثهم معتمدةً على احترام القيم والمثل الشائعة.

وعلى تكريمها تعلق حديد: لطالما كان الفن صلة الوصل بين الحضارات والاقتصاد وحتى التقسيمات الاجتماعية؛ حيث يعلّمنا أن العوالم المتباينة لا تستبعد بعضها بعضاً، وإنما تمتد كطبقاتٍ فوق بعضها وتتداخل بعمق. وإنه لمن الشرف بالنسبة لي أن أنضم إلى موكب فناني السلام وأن أُضيف شيئاً إلى رسالة اليونسكو الهامة وبرامجها.

هنا تعترف Irina Bokova المدير العام لمنظمة اليونسكو بجهود حديد في رفع الوعي والإدراك العام في الحوار بين الثقافات من خلال عمارتها وإبداعها. وبالوسام الجديد ستنضم السيدة حديد إلى حافلة الفائزين السابقين لها أمثال المؤلف Frankétienne من هاييتي و الموسيقي الكاميروني Manu Dibango ومصمم الأزياء Bibi Russell من بنجلادش والكاتب الأميركي Scott Momaday، إذ سخروا جميعهم سمعتهم وشهرتهم ومكانتهم العالمية لإيصال رسالة اليونسكو فاستحقو لقبها كفناني السلام.

رغم أن هذا الوسام من اليونسكو هو لقبٌ فخريٌّ إلا أن هناك المزيد من الألقاب التي حازتها مؤخراً حديد ومن أبرزها عندما أدرجتها مجلة التايم TIME كأحد أهم “مفكري العالم” لعام 2010 وكأحدى “أكثر مئة شخص يؤثر في الناس في العالم”. كما تبوأت المرتبة الثامنة والستين بين “أقوى نساء العالم” حسب التصنيف الذي تعلنه مجلة الأعمال فوربس. هذا دوناً عن منح الملكة البريطانية لزها حديد وسام التقدير الملكي.

وبدورنا نهنئ السيدة حديد ليس على الوسام الذي ستلهم به نساء العالم فحسب، بل على أعمالها التي لطالما أثارت الرأي العام وأثرت بالناس كما بالعمارة نفسها رغم النقد القاسي الذي لاحقها بوصف تصاميمها “بهندسة القرطاس” لصعوبة تنفيذها. ومع ذلك استطاعت أن تخلق أجمل الصروح المعمارية ونالت الأصداء في شتى أرجاء العالم وأثبتت أنها مهندسة التنفيذ والتصميم والإنجاز حقاً. قد تختلف وجهات نظرها المعمارية عن التقاليد التي ألفناها، ولكننا نبقى بانتظار جديدها بكل شوق.

إقرأ ايضًا