بكل تأكيد كندا خلت من المعماريين، وإلا؟!

7

قد تفرّدت كندا في جناحها في معرض شنغهاي إكسبو 2010 بمساحةٍ تقدّر بـ 6000 متر مربع وبميزانيةٍ قُدرت بـ 45 مليون دولار كندي، حيث تم تقديم معرضٍ ضمن الجناح نفسه ليمثّل فكرة “المدينة الحية: شاملة، مستدامة، ومبدعة”، وقد تم تنفيذ هذا الجناح بتعاونٍ جمع الحكومة الكندية وسيرك دو سوليه الشهير، نعم سيرك، فأنتم لم تخطئوا القراءة، وهذا ليس بخطئٍ مطبعيٍّ، ونعم إنه حقاً لأمرٌ مثيرٌ للاستغراب، خاصةً إذا ما علمتم أن كندا تتضمن حوالي 8000 معماري مرخّص لم يُقدم أياً منهم على تقديم تصميمٍ لجناحٍ هامٍ ضمن فعاليةٍ معماريةٍ عالمية على هذا المستوى.

وعلى أية حال، لا يمكننا نكران الأهمية البيئية والنواحي المستدامة التي أكد عليها الجناح بتصميمه الخشبي الذي استهلك حوالي 4000 متر مربع من خشب الأرز الكندي الأحمر، كما تتضمنت كسوة الجناح نظام جمعٍ خاص يحصد مياه الأمطار ليستخدمها فيما بعد لاستخداماتٍ داخلية.

وعلاوةً على ذلك، قدمت كندا في جناحها هذا فكرة الجدار الأخضر الذي بلغت أبعاده 15×40 متراً تمت كسوتها بالشتلات دائمة الخضرة، ليقوم هذا الجدار مقام مصفاةٍ هوائيةٍ عضوية تذكّرنا بجدرانٍ خضراء أخرى اشتهرت بها كندا بمدنها المختلفة مثل مونتريال وفانكوفر.

أما عن أجواء الجناح الداخلية فنذكر أن البناء يتضمن ثلاثة طوابق، يتضمن الطابق الأول منها الفعاليات العامة التي تعكس فكرة ومفهوم الجناح الكندي؛ المدينة الحية: شاملة، مستدامة، ومبدعة، أما في الطابق الثاني فيوجد مركز مؤتمراتٍ فريدٍ من نوعه بالإضافة إلى استراحةٍ خاصةٍ بالزوّار، حيث سيتم استخدام هذه المساحة للفعاليات واللقاءات والمحاضرات المتعلقة بالتجارة والاستثمار والفرص التعليمية في كندا.

وبالنسبة للطابق الثالث فيحتضن الأقسام الإدارية لضمان سير العمليات بمرونةٍ وسلاسة. وإلى جانب جميع هذه الأقسام نشير إلى وجود مطعمٍ كنديٍ بكل ما للكلمة من معنى، بالإضافة إلى متجر هدايا للمتسوقين والزوار.

وطبعاً علينا أن لا نغفل في الختام ذكر فعالية ترفيهية خاصة ستقام ضمن الجناح، وهي أن مصممي الجناح أنفسهم سيقومون بعرضٍ فريدٍ من نوعه.

قد يكون لهذا الكلام وقعٌ غريبٌ على آذانكم وأذهانكم، ولكن سرعان ما ستعتادون على الفكرة إذا ما تذكرتم أن المصممين هم طاقم سيرك دو سوليه كما ذكرنا آنفاً!

إقرأ ايضًا