مركز Taipei Pop Music لموسيقى البوب مركزاً عالمياً جديداً

7

تلقّت شركة Reiser + Umemoto RUR Architecture PC وشركة Fei & Cheng Associates المتحدة والمانحة الجائزة الأولى في مسابقة مركز الموسيقى الشعبية في Taipei في تايوان.

وقد أعادت شركة Reiser + Umemoto و ARUP تصور الموسيقى الحية وأماكن الالتقاء بهدف المتعة في الأجزاء الداخلية من هذا المركز لتتصدى للتحديات والفرص التي تفرضها الموسيقى الشعبية والإعلام الرقمي في القرن الحادي والعشرين.

وهكذا سيصبح مركز Taipei Pop Music لموسيقى البوب مركزاً عالمياً جديداً لصناعة الموسيقى، وسيخاطب الطوبولوجيا الموجودة لموسيقى Taipei والمساحة العامة من خلال ربط مجموعة أكبر من المنتزهات المنتشرة في المدينة وأنظمة النقل وجسور المشاة.

كما سيكون في نفس الوقت منصةً للحياة في المدينة ومركزاً عالمياً لصناعة الموسيقى. وبوصفها ظاهرة عالمية، تبقى الموسيقى الشعبية إقليميةً بتعريفها، حيث يمثل المشهد الموسيقي الشرق آسيوي هذه الظاهرة، بينما يعبر الحدود والثقافات واللهجات، لينتج مع ذلك أساليب وأنواع ذات صيغةٍ وجاذبيةٍ قوميةٍ متميزة.

وعلى الرغم من وجود العديد من جوانب الثقافة الشعبية في نطاقٍ افتراضي مفرطٍ في استخدامه للتقنية، يُلاحظ وجود حاجةٍ ماسةٍ لخلق محورٍ مادي محددٍ مخصصٍ لإنتاج واستقبال الموسيقى الشعبية.

هذا وتسمح درجة ميل المساحات متعددة الاستخدامات -من النطاق العام تماماً إلى داخل المدرج- للزوار بالمشاركة في الفعالية الديناميكية مهما كانت الطريقة التي اختاروا أن يزوروا بها هذا المجمع.

وسواء أخططوا لحضور سهرةٍ موسيقيةٍ أم كانوا يتجولون بين آلاف المتاجر والأسواق والمقاهي والمطاعم الموجودة، سيكون المجمع جذاباً لهم على مدار الـ 24 ساعة مستقلاً عن جدول العروض في المسارح. وستكون صورة الموسيقى الشعبية في مركز Taipei موجودةً في نفس الوقت كرمزٍ وسيطٍ وكمكانٍ للتجمع في العالم الحقيقي.

وسيتحدى هذا المركز صرامة مساحة العرض التقليدية من خلال اقتراح RUR لتركيبٍ مؤلف من منتزه ومسرح ومساحة عامة.

وبينما تستمر مثل هذه النماذج المكيفة باستضافة الفعاليات المنفصلة، ستخفق في تقديم نطاقٍ مناسبٍ أو هويةٍ أو أساسٍ لطرق إنتاج وأداء وتلقي الموسيقى الشعبية الجديدة. حيث يمكن لجزءٍ “محددٍ” من المدينة ومكان التقاء رئيسي فقط أن ينجز هذه الحيلة اليدوية: لتكون النتيجة في إنجاز عملٍ متميزٍ يعمل كجزءٍ حيوي من الحياة اليومية في المدينة.

ولهذا أصبح من الضروري على المصممين أن يركزوا على الرموز المحددة وأن يربطوهم في صيغةٍ ممتازةٍ تخلق موقعاً سيصبح مرادفاً لصناعة الموسيقى الشعبية.

لذا اقترحت الشركة أن يتم خلق أرضيةٍ عامةٍ مرتفعةٍ جديدةٍ ستشكل جسراً بين موقعي المبنى المقسوم حالياً بممر Xinsheng Rd، ليربط بفعاليةٍ بين المسارح الرئيسية الثلاثة ويخلق مساحة عامة متناسقة متميزة ولكن مرتبطة بحياة المدينة.

أما هذه المساحة العامة المرتفعة فهي عبارة عن نطاق للمشاة يعمل كساحةٍ أماميةٍ لقاعة الاحتفالات ومساحة الاحتفالات الخارجية وشارع النوادي الذي يضم المتحف وقاعة الشهرة.

وتعتبر هذه المساحة العامة بحد ذاتها تركيزاً على الفعاليات الخارجية المحاطة بالمقاهي والمطاعم والمتاجر. وهنا فقط، يمكن أن يتم الاحتفال بمشهد الموسيقى الشعبية وبثه إلى العالم.

وقد كان الامتداد والتنوع التصويري في نقطة البداية والالتقاء هذه رئيسياً وهاماً جداً. كما تم تقديم الركيزة -أي لوحة الفعاليات الشعبية الحالية ومن أجل الفعاليات الغير منظورة في المستقبل.

ولهذا عمل هذا المشروع كعدساتٍ مكبّرةٍ تسمح بتركيز الانتباه وتدفق الناس الصغار والكبار على الطرق المختلفة من الموقع داخل نطاقاتٍ محيطةٍ مختلفة. كما يعمل خلق محورٍ ثقافيٍّ على دعوة المستخدمين “المحيطين” أيضاً -أي أولئك ممن لا يحضرون حفلاً مخططاً أو فعاليةً بالتحديد- إلى استخدام والمشاركة في هذا المركز الذي سيعمل كمنتزهٍ أو مركزٍ تجاري، أو حتى كمقصدٍ دائمٍ حتى عندما لا يكون هناك أي خط سير محدد.

كما قد تمت إعادة تصور فكرة المكان الثقافي بطريقةٍ أساسيةٍ، حيث غابت قاعة الاحتفالات بوصفها صرحاً مغلقاً، وبدلاً من وجود مجرد واجهة أمامية، تم خلق نطاق ممتد بين العامة والحفل الموسيقي.

وعلاوةً على ذلك، تكشف أماكن الالتقاء الخارجية التقليدية للأحداث الجماهيرية -كالملاعب التي تعد فعالة جداً كآلاتٍ لحشد الجماهير الغفيرة- أحادية وظيفتها أثناء أوقات الركود. وأخيراً تتحول إلى أماكن فارغة ميتة في المدينة ومن ثم تفسد المناطق المجاورة من حولها.

ولهذا السبب تم اقتراح تشكيلٍ عمرانيٍّ هجينٍ يمتلك القدرة على رعاية آلاف الأنواع من الفعاليات والاستخدامات العامة ليضمن بذلك حيويةً تدوم على مدار الساعة.

ومن الملفت للنظر أن المجمع سيمزج المشهد الطبيعي بين جمال بركات الأرُزّ التقليدية في تايوان ونظام الطاقة الخضراء، كما سيوجد نظام تبريد معتمد على الحرارة الجوفية من خلال بركة مياه في سمةٍ مائيةٍ ليربط تاريخ المدينة الطبيعي مع مستقبله المستدام. وستمتلك بركة التبريد صفائح مغمورة داخلها تستمد حرارتها من باطن الأرض لترفض حرارة المبنى، وستكون هذه الصفائح بديلاً عن أبراج التبريد التقليدية الكبيرة والتي تحتاج لصيانة وتستخدم كمية كبيرة من الطاقة.

وسيقوم نظام إرواء حراري من البركة وذي حلقةٍ مغلقةٍ باستخدام دائرة مختومةٍ من أجل المياه المكثّفة التي تمر عبر مياه البركة المبردة رافضاً بذلك قلبه. بالإضافة إلى هذا، ستقدم بركات الأرز الموجودة حول الموقع التبريد الغير مباشر إلى الزبائن في الجوار أثناء تحرك رياح Taipei المنتظمة فوق سطح الماء.

أما شكل مساحة الأداء الخارجية فهو هجين من الحلبة والمدينة، وفي الواقع يركب التصميم الذي استغرق قرنين لإنجازه كما هي الحالة على سبيل المثال في الانتقال من سيرك “Circus Agonalis” الروماني إلى Piazza Navona.

ومع خشبة المسرح المتحركة، يستطيع التصميم أن يتكيف مع طيف من نطاقات الأحداث والاستخدامات العامة والفعاليات الجماهيرية، ليستوعب جماهير يصل عددها إلى 16,000 ألف شخص في العروض الصغيرة التي تجري بالتزامن مع وظائف أخرى كالأسواق النهارية أو الليلية.

وبالتناقض مع مكان الأداء المفرد أو غير المرن، يسمح هذا المركز بالأداءات الراقية أو الشعبية المطلوبة بكثرة لتتعايش مع الفنانين المبتدئين والواعدين. ليمتلك بذلك هذا الشيء نتائج ليس فقط على مستوى تنوع رواد الحفلات الموسيقية الذين سيجذبهم هذا المركز، وإنما يمكنه أيضاً أن يمتلك تأثيرات تعاونية هامة على إنتاج الموسيقى الشعبية في Taipei.

وقد تم تخيل بيئةٍ متناسقةٍ ليست عبارة عن مجرد مجموعة من مساحات الأداء وإنما تصبح جزءاً حيوياً جديداً من المدينة نفسها. وكما تعني هوليوود بالنسبة لعالم السينما، كذلك سيعني مركز Taipei للموسيقى الشعبية بالنسبة للموسيقى الشعبية الآسيوية.

إقرأ ايضًا