زها حديد تحتفي هذه المرة في إسبانيا

10

من الصعب تجاهل تصاميم المبدعة زها حديد… المعمارية العربية الحاصلة على جائزة بريتزكر، إذ أنها لطالما كانت محور نقاش وجدلٍ في الأوساط المعمارية… ولكن الجميع دون استثناء قد أجمع على أنها تصاميم جريئة واستثنائية بكل معنى الكلمة.

إذ لم يكن هذا الجدل الدائر حولها بلا طائل في أي من المرات، ففي كل مرة كانت حديد تُتحف العالم بروائع معمارية جديرة بالاهتمام، وخير مثال كان تصميمها لمبنى المحاكم المدنية الجديدة في مدريد، كجزءٍ من محكمة العدل في بلدة Valdebebas في العاصمة الإسبانية، ومن المتوقع أن تبرز المحكمة المدنية بتوقيع المصممة الأبرز بين تصاميم نورمان فوستر و I.M Pei وغيرهم من أعلام العمارة… وربما تتفوق عليها على أكثر من 74,500 م2 أي ما يعادل 800,000 قدم تربيعي.

وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى لحديد في إسبانيا، فقد قامت من قبل بتصميم جسر Bridge Pavilion في زاراغوزا فضلاً عن تصميمها لجناح Tondonia Winery في La Rioja الذي جاء ليحتفي بواحدٍ من أقدم مصانع النبيذ في العالم، إلا أن محكمة مدريد استطاعت أن تجمع خلاصة مسيرةٍ كاملة وتعرضها على واجهتها احتفاءً هذه المرة بحديد.

فقد استطاعت هذه الواجهة الذكية، والتي بالإضافة إلى كونها ملفتة للنظر بحد ذاتها، أن تُسهم في تنظيم المبنى من الداخل، حيث اختارت لها المعمارية أن تكون معدنية بالكامل، إذ أنها أرادت من وراء استخدام الألواح المعدنية في تنفيذ الكسوة الخارجية أن تقدم للمبنى تهوية مزدوجة وطابعاً حيوياً من شأنه التكيف مع البيئة في حال كان المبنى مغلقاً أو مفتوحاً.

ومن المتوقع أن تخدم هذه الواجهة الذكية في أمور التهوية والتدفئة والتبريد فضلاً عن وجود خلايا شمسية على السطح من هذه الألواح المعدنية، ولم يقتصر الجدل القائم على الواجهة فقط، ولكن تعداه ليتناول الردهة الحلزونية على شكل نصف دائرة والتي تطل على الفناء الداخلي، حيث استطاعت هذه المساحة أن تربط ما بين المبنى وباقي مباني المحكمة، وتجلب الضوء الطبيعي إلى الأسفل عبر المبنى باتجاه قاعات المحكمة.

ومن المقرر أن ينتهي المشروع في غضون عامين وكما هو الحال مع كل تصاميم المعمارية زها حديد الإستثنائية، والتي لا تخلو من الحماسة حتى لحظة الإنتهاء منها، نحن أكيدون بأن مبنى المحكمة الجديد سيحمل الكثير من التفاصيل المثيرة للاهتمام لمعجبي وناقدي حديد على حدٍ سواء، الذين يشمرون عن سواعدهم منذ الآن علّهم يجدون هفوةً هنا أو هناك…

إقرأ ايضًا