قد تُنعش لمسةٌ بسيطةٌ بناءً قديماً فتجعله ينبض بالحياة من جديد ويستقبل زواره بابتسامةٍ منعشةٍ في حين يحافظ على ذكرياته وماضيه وعراقته.
عملاً وفق هذه الفكرة تخطط إدارة متحف آسبن للفنون بأميركا إلى تغيير موقعه، حيث تنتظر التأكيد من مجلس مدينة آسبن على مخططٍ جديدٍ في قلب مدينة آسبن في كولورادو. وقد اخترعت الشركة المصممة من طوكيو Shigeru Ban تصميماً قوياً من الخشب والزجاج مستوحىً من موقع المتحف الطبيعي الخلاب.
تم تصميم البناء على مساحة 30,000 قدم مربعة ليضم منطقة استقبال وصالات عرضٍ ومقهىً ومتجر كتبٍ وحديقة منحوتات. أما على سقفه فتمتد منصةٌ تضم جناح الإدارة بالإضافة إلى مرافق المتحف كالمكتبة وغرفة اجتماع هيئة المتحف، بالإضافة إلى استوديو خاص بالفنان المقيم.
في عرضٍ نابضٍ بالحياة يُظهر قدرتها الفنية حولت شركة Shigeru Ban بناء المتحف الأشبه بتحفةٍ كلاسيكيةٍ من أنابيب الورق لتعيد ترتيبها بمختلف أنواع المواد والأشكال. مع مراعاة إعادة تشكيل البنية لحظة بلحظة لتصبح في أطرٍ خشبيةٍ على شكل مسدس العسل.
يؤطر إطارٌ خشبيُّ المنطقة الخارجية المظللّة عند مدخل المتحف من الجهة الجنوبية. في حين تبرز في الداخل تعريشةٌ خشبيةٌ فوق كامل مساحات المتحف لتعمل كملاقف تنقّي الهواء داخله وتفعمه بالضوء الطبيعي الذي يخترق الملاقف الزجاجية الموجودة في السقف. يكسر هذا النظام من حدة أشعة الشمس حامياً بذلك الأعمال الفنية من التضرر بأشعة الشمس. ولمزيدٍ من التواصل مع البيئة الخارجية وأجوائها يمكن فتح سلسلةٍ من المصاريع الزجاجية المتكدسة فوق بعضها البعض والتي تشكل الجدار الجنوبي لتمكن الزوار من الوصول مباشرةً إلى التراس الخارجية.
وكذلك الأمر نجد الواجهة الغربية تسمح لقدرٍ هائلٍ من الضوء الطبيعي بالتوغل من خلال الستائر الجدارية التي تعمها، والتي يُمكن من خلالها رؤية البنية الخشبية الداخلية. أما الهدف من هذا التشكيل فهو ترك انطباعٍ بالشفافية والانفتاح الذي يحتاجه المتحف ليبدو أجمل. فختاماً لا يمكننا التغاضي عن تأثير الألواح الزجاجية التي تبدأ من أساسات الواجهة الشمالية وتُظهر الجمال الطبيعي للجبال البعيدة وتسمح لمن هم في الخارج برؤية المنطقة الداخلية والشعور بانتعاش وحيوية البناء الجديد.