اجتماع نخبة المبدعين والمعماريين في مركز Bellagio

13

بخطوةٍ تستحق إيطاليا عليها الشكر، قدمت مؤسسة Rockefeller الدعم والظروف والإمكانيات للإبداع في مركز The Bellagio Center في Lake Como. وهو مركز إقامةٍ للمهتمين ليجمعهم في مكانٍ واحدٍ ويقدم خططاً وأرضيات عملٍ لبدء أفكارٍ جديدةٍ وحلولٍ لبعض أهم الصعوبات والمشاكل العالمية. وأهم ما يميز مركزٍ كهذا هو توفيره بيئات العمل وجمعه المبدعين لتعاونٍ أكثر في التصدي لهكذا قضايا عالقة دون مقاطعتهم بمتطلبات العمل المعهودة.

حيث يمكن للمركز أن يستضيف الباحثين والعلماء والفنانين والصحفيين والكتاب والمنظمات الغير حكومية وصانعي القرارات السياسية من كل أرجاء العالم. ويٌمكّنهم من التفاعل مع بقية المقيمين والراغبين في عيش تجربةٍ غنيةٍ بالابتكار في مركز Bellagio.

وبالطبع كان أكثر ما يهتم المركز بتقديمه لمقيميه هو أجواءٌ تدعم التفاعل والتداخل والنقاش مثل وجبات الطعام المشتركة والجلسات التفاعلية الهادفة للنقاش والتحاور وتبادل الآراء، فربما أثناء تناول العشاء قد يجد بعض المقيمن شركاء لهم في مشاريعهم، وقد يلتقي أشخاصٌ قد جمعتهم مؤتمراتٌ دوليةٌ يوماً ما ليجدوا أنفسهم الآن في نفس المكان والزمان.

ومن الجدير بالذكر أن المركز يستضيف عملاءه ضمن نطاق العمل مع السماح بالمرافقة للأزواج، كما أن أجنحته وغرفه تسمح باجتمعاتٍ لشخصين أو أربعة للعمل على نفس المشروع. فالأجواء لابد وأن تسمح بالعمل الجماعي والتعاون ضمن فريقٍ كبير، لذلك كان أن تناسبت كل أماكن الجلوس والاجتماع وحتى غرف الدراسة والبحث لاستيعاب فريقٍ كامل في مكانٍ واحد.

وبخطةٍ موضوعةٍ مسبقاً لنظام ومواعيد الإقامة في مركز Bellagio حدد المركز مدة أربعة أسابيعٍ للإقامة فيه، كتوقيتٍ يبدو ملائماً للإلتقاء بأكبر عددٍ ممكنٍ من الشخصيات التي قد تدعم مشروع المرء أو تطوره أو تشاركه حتى، ومع ذلك قد يحتاج المقيم لفترةٍ أقصر بكثير إذا ما أتم عمله وحقق مراده بسرعةٍ أكبر.

أما المركز فيمكن وصفه بأنه بنائين متاخمين لبعضهما، وكل غرفة إقامةٍ فيه تضم حمامها ومكتبها الخاص. والمكاتب المتعلقة بالغرف قد تكون جزءاً منها أو في الطابق الأسفل إن كانت أكبر ومهيئةٌ لعددٍ أكبر من الباحثين. وكل الغرف والمكاتب مزودةٌ بإمكانية الاتصال بالإنترنت بسرعةٍ عالية وبدون تكلفة، بالإضافة لوجود مكتبةٍ صغيرةٍ تضم أهم المراجع الأساسية في أي مجالٍ دراسي مع كافة أدوات البحث الفوري. كما تضم المكتبات أبحاثاً ومشاريعاً ومخططات المقيمين السابقين في المركز، وكل ما نتج عن الاجتماعات التي تم عقدها في مركز Bellagio. أما الأستديو الفني الذي يضمه المركز فهو صغيرٌ فعلياً وبالكاد يتسع لاحتواء مجموعات العمل الكبيرة.

ولكي لا تكون الصورة لامعة تماماً وتصدم الزائر بعد كل ما قرأه من إيجابيات، لابد من المرور على بعض السلبيات، أو بالأحرى بعض المرافق التي لم يتم إرفاقها بالمركز بعد، والتي نأمل أن تتم إضافتها مع التطور الذي سيشهده في المستقبل والذي سيجعله أكثر تكاملاً.

فالمركز يفتقر لوجود غرفة تحميضٍ للأفلام. بالإضافة لعدم توفّر أي ظروفٍ أو غرفٍ ملائمةٍ لاستضافة الأطفال أو أي فردٍ آخر من العائلة، إذا لا يُسمح إلا بمرافقة الزوجة أو الزوج. كما أن المقيمين مسؤولين عن كل ما يتعلق بحجزهم للطيران أو التنقل الداخلي من وإلى المركز. مع العلم أن غير المولعين بالمشي وتسلق الجبال سيجدون صعوبةً في تعدي حدود المركز لما يحيطه من تضاريسٍ قاسيةٍ وغير مزودةٍ بالمواصلات.

فالمركز يوفر رحلاتٍ محددةٍ وبمواعيدٍ ثابتةٍ إلى أماكن معينة تتعلق بعدد المقيمين فيه ومستوى الدخل. وعلى الرغم من توفير المصاعد داخل المبنى، تُعتبر حركة النقل خارجه صعبة. ومن الجدير بالتنويه إليه أن المركز غير مزودٍ بأي دعمٍ طبيٍّ أو عنايةٍ إسعافية، وأن أقرب مشفى رئيسية موجودة في Lecco على بعد 40 دقيقة بالسيارة.

ويهدف المركز كما سبق ونوّهنا لأن يكون مؤسسةً تجمع مهتمين من مختلف المجالات على أرضيةٍ واحدة لمشاركة التفكير وتطوير المشاريع ومن بينهم قد نجد صانعي الأفلام والروائيين والكتاب المسرحيين والشعراء وحتى الفنانيين التشكيليين والإستعراضيين من أي بلدٍ كان في العالم، مع إعطاء الأولوية للمتقدمين من الدول النامية.

ولكن جل ما يهتم به المركز هو المشاريع الإبداعية الإبتكارية التي تعالج إحدى القضايا الخمسة التي أرستها مؤسسة Rockefeller الرائدة في هذا المجال والتي ترعى كل مراكز الإبداع التي على نمط مركز Bellagio وهي: أسس الحماية والسلامة والإنقاذ، والصحة العالمية، والمناخ والبيئة، والعمرانية، والأمن الإجتماعي والإقتصادي.

إقرأ ايضًا