تحية عربية من القلب لفرانك غيري

8

انضم المعماري فرانك غيري إلى قائمة أعلام الفن المئة والخمسين الداعمين للممثلين الإسرائيلين الذين رفضوا القيام بأي أداءٍ مسرحي في الضفة الغربية، وبذلك يكون غيري أول معماريٍ يوقع على عريضة المساندة التي تم نشرها عبر الانترنت من قبل منظمة صوت السلام اليهودي JVP وهي إحدى المنظمات الأمريكية التي تتبنى رعاية عملية السلام في الشرق الأوسط والتوصل إلى حلٍ عادل يرضي الإسرائيليين والفلسطينيين على حدٍ سواء.

تم نشر هذه العريضة في السادس من أيلول والتي حملت تواقيع أبرز الشخصيات الفنية مثل جوليان مور ووالس شون والكاتب المسرحي الحائز على جائزة بوليتزر طوني كوشنر والموزع الموسيقي ستيفن سنديم، ويُذكر أن كافة المحاولات السابقة للحصول على تصريحٍ على لسان غيري ورأيه في الموضوع باءت بالفشل.

ولكن ومع تطور الأحداث ما كان من غيري إلا أن غيّر من موقفه وأرسل رسالةً إلى مجلس المسارح الإسرائيلية يعلن فيها قرفه واشمئزازه ومما كتب “ننصح المجلس بمزاولة نشاطه في الحدود الملكية لدولة اسرائيل ولكن في الخط الأخضر.” إذ قام 60 مسرحياً إسرائيلياً بالإعلان في 27 آب بأنهم يعتذرون عن تقديم أي عرضٍ في آريل، وهي واحدة من أكبر مستوطنات الضفة الغربية التي تبعد قرابة 25 ميل من تل أبيب.

إذ قامت سلطة العدو الإسرائيلي بإنشاء هذه المستوطنة في عام 1978 بذريعة الضرورات العسكرية، ووفقاً للقانون الدولي لا يحمل هذا الاعتذار أي صبغة قانونية على الإطلاق، وفي تفاصيل هذا الاعتذار تجري الأقاويل بأن مجموعةً من الفنانين اعترضوا على إعلان مركزٍ جديد للفنون المسرحية في آريل قام بفتح أبوابه في وجه الشركات المسرحية الإسرائيلية.

وبعد أقل من أسبوعين قامت المنظمة بإطلاق تصريحٍ لدعم الفنانين وأهم ما جاء في هذا التصريح “إن مجرد التفكير بأن فنانين مسرحيين إسرائيليين قد رفضوا بأن تُستخدم أعمالهم في عملية تطبيع الاحتلال الجائر إدراكاً منهم لخطورته يعتبر أمراً مثيراً للغاية.”

أما جيسي بيكون الموظف المسؤول في JVP فقد علق عن الموضوع بأنه لا يعلم لماذا اختار غيري بأن يدعم المقاطعة بادئ الأمر ومن ثم أضاف بقوله “إن العمارة هي السبب الرئيسي وراء هذا الصراع” موضحاً بأن الإسرائليين قد بنوا المستوطنات على شكل حصونٍ منيعة مطوقة من جميع جهاتها، وقد أعلنوا بأن الأراضي ضمنها هي أراضٍ تابعة للحكومة الإسرائيلية.

وعلى الرغم من صدور قرارٍ بمنع البناء في المستوطنات الإسرائيلية خلال مرحلة مفاوضات السلام إلا أن Cecilie Surasky نائبة مدير المنظمة أكدت بأن البناء مستمرٌ وسوف يستمر إلى أن يقول المعماريون والمنظمون “لا”.

تجدر بنا الإشارة إلى أن غيري له سوابقٍ مع قضية العمارة والسياسة في فلسطين المحتلة، ففي شهر آذار اعتذر عن تصميم متحف التسامح المزمع بناؤه في القدس برعاية مركز سيمون فيزينتال ومقره لوس أنجلوس، ولم يعرف لماذا انسحب غيري من هذه المهمة حتى الآن، فقد اكتفى بقوله “إن فريق العمل في شركتنا مرتبطٌ بمشاريع أخرى في أرجاءٍ مختلفة من العالم، ولذلك لا يمكننا المشاركة في هذا المشروع.”

يُذكر بأن الجدال حول هذا المشروع قد بدأ في عام 2006 عندما عثر عمال البناء على رفاتٍ بشرية وقبور في الموقع…

إقرأ ايضًا