مدينة العدل تتسلم وسام RIBA الملكي

4

سلّم المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين في لندن جائزة RIBA هذه المرة إلى شركة David Chipperfield Architects مناصفةً مع المعماري Fermín Vázquez من شركة b720 Arquitectos، عن مجموعةٍ من الأبنية تشكل في مجموعها ما يُعرف بمدينة العدل في برشلونة ومدينة L’Hospitalet del Llobregat، فلطالما اشتهرت الجائزة بتقديرها للعمارة الراقية و”المباني التي تضيف قيمةً على حياة الناس” كما جاء على لسان Ruth Reed مدير معهد RIBA.

كما وتواجه مدينة العدل منافسةً قوية في الثاني من تشرين الأول مع ثمانية مشاريع أوروبية أخرى و 93 من المباني البريطانية، للحصول على جائزة RIBA Stirling؛ والتي تُمنح عادةً للمشاريع التي تعود إلى الشركات المعمارية ومقرها المملكة المتحدة.

إنها ليست المرة الأولى التي يتم تكليل الشراكة الناجحة بين الاسمين الكبار بجائزة RIBA، فمن لا يذكر مبنى كأس أمريكا في فالنسيا الذي اكتسح جائزة المعهد الأوروبية في عام 2007 ووصل إلى الدور النهائي في جائزة RIBA Stirling.

أما Fermín Vázquez وعبر سيرته المهنية وعمله في شركة b720 Arquitectos، فقد حصل على عدة جوائز هامة، وأهمها إعادة ترميم ساحة Torico في Teruel التي فازت بجائزة العمارة العالمية في Stone في حين حصل فندق La Mola ومركز المؤتمرات على جائزة Obra Sant Josep، ولا ننسى مشروع Paseo del Óvalo في Teruel الحائز على جائزة التراث العالمي للمدن في عام 2004 من وزارة الثقافة الاسبانية، بالإضافة إلى الجائزة الأوروبية للمساحات العامة العمرانية.

حتى جاء عام 2007 ليحمل في جعبته العديد من الانتصارات التي تُضاف إلى سجل الشركة العريق، فمن مبنى كأس أمريكا في فالنسيا المتصدر لجائزة RIBA الأوروبية والمشترك في الأدوار النهائية من جائزة Mies Van der Rohe والمهرجان الاسباني للعمارة والتخطيط في دورته التاسعة، إلى مبنى شركة Indra، وأخيراً وليس آخراً فقد وصل مبنى كأس أمريكا في فالنسيا وساحة del Torico إلى الأسماء النهائية في مسابقة جوائز FAD في عام 2008.

واليوم نسلّط الضوء على مشروعه الفائز والذي يكشف عن شراكةٍ مميزة مع David Chipperfield، حيث جاءت “مدينة العدل” وليدة الحاجة إلى توحيد مختلف الأقسام الحكومية في برشلونة ومدينة L’Hospitalet de Llobregat، والتي تمّ توزيعها مسبقاً على 17 مبنىً منتشراً في أنحاء المدينتين.

وذلك بهدف الحد من الصعوبات العملية التي يواجهها المواطنون والموظفون على حدٍ سواء، وكانت الفكرة بتقسيم حوالي 241,519,92 م2 لتشغل مجموعةً من المباني المنفصلة ولكن المترابطة والمرصوفة حول مساحةٍ من المقدّر أن تصبح ساحةً عامة.

حيث يهدف المشروع إلى خلق توازنٍ بين مساحات العمل والمساحات العامة وبين الأراضي الواقعة بجوار Gran Vía؛ وهو أحد طرق الوصول إلى مركز مدينة برشلونة، و Avenida del Carrilet؛ وهو الطريق المؤدي إلى المركز العمراني في مدينة L’Hospitalet.

ونلاحظ بالنظر إلى المشروع، وجود أربعة مباني تجتمع حول الساحة؛ مبنى I وهو مبنى المحكمة الجنائية، ومبنى P وهو مبنى المحاكم الجنائية، ومبنى C هو مبنى المحاكم المدنية وأخيراً مبنى F والذي يضم مكتب المدعي العام ومحكمة الأحداث.

وتضم مجموعة أخرى تسترعي الانتباه مبانٍ أكثر استقلالية عن سابقتها والتي تشغل عدداً أكبر من الوظائف، حيث يضم اثنين من هذه المباني العديد من الخدمات القضائية؛ وهما مبنى G وهو معهد الطب الشرعي ومبنى H وهو مبنى محاكم L’Hospitalet de Llobregat، وأخيراً فقد تمّ تخصيص مبنيي J و D ليضمان العديد من المكاتب ومحال بيع التجزئة، في حين تشغل الأبينة الأخرى المتبقية الاستخدامات الاجتماعية المتممة.

وفي الختام..من منا لا يطمع بجائزتين من المعهد الملكي للمعمارين البريطانيين دفعةً واحدة؟ حيث يبقى الإعلان عن هكذا جوائز مغرياً لكثيرٍ من المغمورين مقابل من أدمن الأضواء وباتت الشهرة هاجساً يومياً له…بالإذن من Fermín Vázquez.

إقرأ ايضًا