على الرغم من صغر سنّهم، لا يمكن إغفال أهمية قسم العناية بالأطفال في أي مشفى، إذ يعتبر هذا القسم من أهم الأقسام الطبية في المشافي، لذا كان على معماري هينينغ لارسن أخذ الحيطة خلال توسعة مشفى Herlev في الدنمارك، ليردّوا الدين لإدارة المشفى التي توسّمت بمخطط الشركة النماركية خيراً من بين العديد من الشركات المعمارية التي تقدمت للمسابقة الخاصة بتوسعة المشفى، فلكي تلبي حاجةً لطفلٍ ما، يتطلب الأمر منك مهارة خاصة، فكيف الحال إذاً عند تلبية احتياجات مجموعة من الأطفال المرضى؟
قد يبدو الأمر عسيراً للوهلة الأولى ولكن فريق هينينغ لارسن نجح وبعد دراسةٍ مضنية لتطلعات الإدارة بدمج الطبيعة في التصميم، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى شبكة المباني الفردية التي تتخللها الساحات الخضراء، إيماناً منها -أي إدارة المشفى- بأن الطبيعة هي الأقدر على الشفاء حتى مع توفر الدواء.
وعدا عن احتياجات هؤلاء المرضى الصغار كان على التصميم مراعاة احتياجات أسَرهم أيضاً، حيث أدركت إدارة المشفى مدى الصعوبات النفسية التي يتعرّض لها معظم الأهل في فترة علاج أبنائهم، مطالبةً فريق التصميم بإيجاد ساحات خضراء وحدائق مرتفعة خاصة بهؤلاء الأهالي لتخفف عنهم صعوبة الوضع وشدّة الهموم.
وعن هذا المشروع المعماري الإنساني -إن صح التعبير- يخبرنا Lars Steffensen الشريك في هينينغ لارسن “لطالما كانت مشفى Herlev خير مثال عن العمارة في الستينيات، ومع ذلك، يفرض الوقت علينا الكثير من الأشياء، فنحن نعرف اليوم بأن التكنولوجيا تشكل جزءاً من العملية الطبية “الجيدة”، لذا كان علينا رفد المبنى الجديد بمجموعةٍ من الخصائص الإضافية لخدمة الأهالي والموظفين والمرضى طبعاً.”
في انتظار البدء بأعمال البناء في هذا القسم وقسمٍ آخر خاص بالإسعاف في العام 2014، نترككم مع الصور الأولية للمشروع.