برج خليفة يحطم جميع الأرقام القياسية!

11

لا بد أنكم جميعاً ستودون طرح هذه الأسئلة لدى سماعكم عن مشروع برج خليفة، وهي: كيف يمكن أن يستطيع برج بطول 828 متر في مدينة دبي أن يحتمل قوة الرياح على ذلك الارتفاع؟ أو كيف يمكن لأحدهم أن يساعد في إخلاء الناس منه في حالة الطوارئ؟ وما هو التيار العمراني الذي يمثله برج خليفة؟

الغريب في الأمر أن أطول برج في العالم لم يكتفِ بأن يدخل كتب الأرقام القياسية يوم الإثنين فقط، وإنما أراد أن يشق طريقه الآن أيضاً ليدخل العديد من صفوف دراسات الهندسة العمرانية والإدارة لتتم دراسته بالتفصيل. وفي الواقع فإن جامعات الإمارات العربية المتحدة قد بدأت مسبقاً بالتخطيط لإدراجه ضمن مناهجهم التعليمية.

وعن هذا البرج قال البروفيسور Peter A. Di Sabatino– عميد كلية العمارة والتصميم في الجامعة الأمريكية في الشارقة : “إن برج خليفة هو تحفة فنية بارزة على المستوى المنحني لتطور المباني المرتفعة، فقد ازدادت أطوال المباني وأبعادها تدريجياً عبر الزمن بفضل استخدام مواد وتصاميم متطورة. ويعد برج خليفة الأطول حالياً ومن المهم جداً أن ننظر إليه من منظور تاريخي بالإضافة إلى كونه موضة جديدة في مجال الهندسة المعمارية”.

كما أشار السيد George Katodrytis – البروفيسور المساعد في جامعة AUS – إلى التطور العمراني المتمثل بناطحات السحاب في مدينة دبي قائلاً: “امتد المخطط الرئيسي لدولة الإمارات والذي تم تطويره عام 1969من منطقة البستكية وحتى الصحراء.  وفي عام 1978 كان مبنى مركز التجارة هو أطول مبنى في كل دول الخليج معبراً عن نقلة نوعية من قطاع الصيد التقليدي. ومن ثم أتى برج الإمارات الذي لا يمكنك إلا أن تتفرج عليه إن مررت بجانبه وفي هذا العام (2010) يسير برج خليفة على نفس خطى الأبراج السابقة ليصبح رمزاً لتلك السلسلة كلها”.

إن هذا البرج الذي تم إنشاؤه من قِبَل Emmar Properties ما هو إلا مادةً محفزةً قامت بخلق جوارٍ عموديٍ، فضلاً عن المشروع المتطور في قاعدته والممتد على مساحة 500 فدان بما فيها مجمع دبي التجاري.

ولتوضيح الرؤية، قال مصمم البرج السيد Adrian Smith أنه حاول أن يمزج بين كل من العمارة الإسلامية والعمارة الغربية الحديثة. فعلى سبيل المثال، إذا نظرنا إلى الدرجات التي تتجه إلى الأعلى بمسار حلزوني والمنظر العام من قمة البرج أو قاعدته والتي تظهر على شكل قبب من البصل، نجد أنها مستوحاة من العمارة الإسلامية. أما إذا حللنا المخطط التمهيدي لهذا البرج نجد أنه متأثراً جداً بزنبق الصحراء Hymenocalli.

وقد قام المهندسون بتدوير المبنى نحو 120 درجة مما يعد تحريفاً للتصميم الأصلي من أجل تخفيف ضغط الريح في مثل هذا الارتفاع الشاهق. كما يمتلك البرج أيضاً تقنية “المصعد الذكي”

إقرأ ايضًا