في البرتغال.. مشروعٌ يقدس آثار الماضي رغم عصريته

8

تقع مكتبة مدينة Ílhavo في البرتغال على أنقاض Manor Visconde de Almeida وهو منزلٌ نبيلٌ من القرنين السابع والثامن عشر تحول لاحقاً لمجرد بقايا. حيث لم يتبقى من المبنى الرئيسي المتجه نحو الجنوب الشرقي إلا الواجهة الرئيسية والكنيسة الصغيرة . كما لم تتبقى أية آثارٍ من الممر الرئيسي الذي يكمل النهاية الجنوبية الغربية للمبنى. ومع ذلك، فقد دل كلّ جزءٍ متبقٍ من البناء القديم على مدى كفاءة العمارة القديمة وقدرتها على دمج الأناقة بالحجر.

أما ما جعل القائمين على المشروع يفضلون الحفاظ على ما تبقى من البناء القديم ودمجه بالمشروع الجديد، فهو افتقار Ílhavo لهكذا عمارةٍ أنيقةٍ، وهكذا تم المشروع بإشراف شركة ARX PORTUGAL المعمارية التي ستقوم ببناء عدة أبنيةٍ معاصرةٍ على أنقاض البناء القديم مع المحافظة على الأجزاء السليمة المتبقية.

ويقع البناء في ضواحي المحيطة بالمدينة، وهي منطقةٌ قليلة التمدد العمراني ولم تمسها الأيدي أو تتوغلها بعد، مما يصعب الأمور ويعقدها. وقد قررت الشركة المصممة أن تصمم المشروع والمكتبة لتدخل الكثير من الوضوح على الشتات العمراني حتى وإن لم ينتج عنه تناغمٌ عامٌ نهائي.

وهنا نشير إلى أنه من غير الممكن لخطة المشروع الرئيسية القائمة على أنقاض العزبة أن تتحدد بمساحةٍ معينةٍ لاحتوائها ثلاثة أبنية رئيسية؛ المكتبة والكنيسة ومركزاً شبابياً.

كما أن حدود العزبة وامتداد الواجهة قد تم اختيارها كنقطة رسوٍ، حيث يتلائم شكل المنطقة ونوع الخطة مع الواجهة الجديدة وتلك القديمة، مما يعيد للأذهان شكل البناء الأصلي الذي تلاشى فعلياً. ومع ذلك يسمح للمبنى الجديد بالمحافظة على طابعه الخاص وما يتميز به من عصريةٍ وحداثة.

وتتبع خطة البناء هنا استراتيجيةً ما كانت لتنفع في أي مكانٍ آخر، فالمفهوم المختبئ خلف طريقة التصميم هذه، ينبع من فهمٍ عميقٍ لطبيعة عمرانية المنطقة ولما كان عليه البناء السابق وما يدل عليه. وهنا كان لابد من أن يرتبط شكل عمرانية المكتبة والمنتدى الشبابي بالمحيط الخارجي حولهم فيجعل للعمارة معنىً إنسانيّ يفهم التاريخ ويقدسه.

أما الكنيسة المحرومة من أهم عناصر تزيينها التقليدية كالآجر والزخارف الخشبية والمنحوتات الحجرية وحتى الأثاث فهي تجسيدٌ حقيقيٌّ لما يمكن أن نطلق عليه احتفاظٌ بآثار الماضي. أما الأثاث الشحيح والمذبح الجديد العصريّ من تصميم Pedro Calapez فما هو إلا إعادة اكتشافٍ لأصالة العمل القديم وفنه. ومن الجدير بالذكر أنه قد تم افتتاح الكنيسة للخدمات الدينية حتى قبل أن يتم الإنتهاء من ترميمها وتزيينها.

إقرأ ايضًا