منزل فلنستون الصخري… لا يدعوكم لزيارته

1

لا تستغربوا… عجزنا أمام وصف هذا المنزل دون الاستعانة ببرامج أفلام الكرتون، فأسهل طريقةٍ لرؤية الأمر هي أن نتذكر “فلنستون” ذلك المسلسل الكرتوني التلفزيوني عن عائلة فلنستون من العصر الحجري حيث يعيشون في أحد أظرف المنازل الصخرية على الإطلاق. ولكنكم ستتأكدون بأن الواقع يحوي أجمل من منزلهم عندما ترون هذا المنزل البرتغالي الخلاب بين جبال Fafe. وقد بُني منزل الصخور Casa do Penedo من طابقين بين أربعة جلاميدٍ كبيرةٍ وُجدت في الموقع.

قد يبدو المنزل بدائياً ريفياً ولكنه لا يفتقر لأية ترفيهٍ أو خدمات، ففيه مدفأةٌ وبركة سباحةٍ محفورةٍ في الصخر وتوربينة هواءٍ لإمداده بالطاقة، ويكفيه فخراً عدد الزوار والسياح الذين يتكبدون عناء السفر بين الجبال لرؤيته.

بُني المنزل عام 1974 لعائلةٍ ريفيةٍ بسيطة، وفجأةً عُرف في الأوساط الإعلامية وبدأ يستقطب اهتماًماً إعلامياً ومعمارياً وسياحياً لجمال تصميمه الذي يشبه الخيال ومدى نجاح طريقة بنائه وسط الطبيعة التي ينغمس فيها. ولا يخلو الأمر من بعض المشككين الذين ما أن يروا الصور حتى يعتبرونها خدعةً أو رسمة فوتوشوب، ولكن تبقى الطبيعة هي الحكم، فلاشيء يضاهي جمالها أو يستطيع تقليده.

والمحزن حقاً أنه بعد كل هذا الاهتمام والزوار ضاق Vitor Rodrigues مالك المنزل ذرعاً وبدأ يبحث عن عزاءٍ في منزلٍ آخر. فقد حوّل الإعلام من منزله الهادئ المنعزل الذي بناه لينعم بالراحة والطبيعة إلى ما يشبه الفندق ولكن دون أن يدعو إليه أحداً أو يرحب بأحد.

كان للمنزل سوره الخشبي حيث يعمّ الحجر تقطيعاته الداخلية كالسلّم والنوافذ، إلا أنه أصبح في السنوات الأخيرة مقصداً للسارقين والمخربين مما دعا صاحبه Vitor إلى تزجيج النوافذ بزجاجٍ مضادٍ للرصاص وتدعيم الباب بالفولاذ، مما أضفى بعض التصنع على منزلٍ بسيطٍ كان لا يزين أحجاره إلا الخشب.

ونحن من بعيد تكفينا رؤية الصور لنتأكد بأن الماضي ضم يوماً بعضاً من أجمل الأعمال المعمارية رغم بساطتها، وحبذا لو يترك الإعلام والسواح الفضوليون لمن أراد البساطة أن يعيش بسلام. فالمنزل ينطق بلسان صاحبه ويقول بأنه يحب الهدوء والطبيعة والعزلة… والجمال.

ترجمة وتحرير نور محمد الأحمد

إقرأ ايضًا